قائمة الکتاب
الباب الخامس والأربعون : هذا باب ما جاء في التنزيل وقع خلاف بين سيبويه وأبي العباس
٧٧٩
إعدادات
إعراب القرآن [ ج ٣ ]
إعراب القرآن [ ج ٣ ]
تحمیل
الخامس والأربعون
هذا باب ما جاء في التنزيل وفيه خلاف بين سيبويه وأبي العباس.
وذلك (١) فى باب الشرط والجزاء ، وذلك أنك إذا قلت : إن تأتنى آتيك ، فسيبويه يقدره على التقديم ، أو كأن قال : آتيك أن تأتنى. وأبو العباس يقدره على إضمار الفاء ، على تقدير : أن تأتنى فآتيك.
ومن ذلك قوله : (وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً) (٢) ، فيمن ضم الراء وشدد ، هو على التقديم عند سيبويه ، وعلى إضمار الفاء عند أبى العباس.
وكذلك قوله : (يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وَما عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَها وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً) (٣) من جعل قوله «وما عملت من» شرطا أضمر الفاء فى قوله «تود». وهو عند أبى العباس وعند سيبويه يقدّر التقديم فى «تود». ومن جعل «ما» بمعنى «الذي» فله أن يبتدىء بها ويجعل «تود» الخبر. ومن قال : إن «ما» معطوفة على قوله «ما عملت» جعل قوله «تود» فى موضع الحال من «عملت».
قال أبو على : فى قوله : (يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وَما عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَها) (٤) : إن جعلت «تجد» من : وجدان الضالة ، كان «محضرا» حالا ، وقوله «وما عملت من سوء» فى موضع
__________________
(١) الكتاب : (١ : ٤٣٨ ـ ٤٤٠).
(٢) آل عمران : ١٢٠.
(٣) آل عمران : ٣٠.