فى «عاد» ولم يدغمها فى اللام. فلأن حركة اللام غير معتد بها ، لأنها نقلت إليها من همزة «أولى» ، فاللام فى تقدير السكون وإن تحركت ، فكما لا يجوز الإدغام فى الحرف الساكن فكذا لا يدغم فى هذه اللام. و«عادا» على لغة من قال : «الحمر» ، فأثبت همزة الوصل مع تحرك اللام ، لأنها غير معتد بها. ومن قال : «عاد لولى» ، فأدغم ، فإنه قد اعتد بحركة اللام فأدغم ، كما أن من قال : (قالوا لأن) ، أثبت الواو اعتدادا بحركة اللام.
ومثله قوله تعالى : (إِنَّا إِذاً لَمِنَ الْآثِمِينَ) (١) ، من اعتد بحركة اللام أسكن النون ، ومن لم يعتد حرّك النون.
ومن ذلك قوله تعالى : (لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ) (٢) ، حرّك النون من «يكن» لالتقاء الساكنين ، ولم يعتدّ بها لأنها فى تقدير السكون ، ولو كان الاعتداد بها لأعاد ما حذف من أجله ، وهو الواو.
وقال أبو على : فإن قلت : فقد اعتدوا بتحريك التقاء الساكنين فى موضع آخر ، وذلك قوله : (لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا) (٣) ، ألا ترى أن من يقول : لم يك زيد منطلقا ، إذا تحرك لالتقاء الساكنين لم يحذف ، كما أنه إذا تحرك بحركة الإعراب لم يحذف ، فالقول إن ذلك أوجه من الأول من حيث كثر فى الاستعمال وجاء به التنزيل ، فالاحتجاج به أقوى. فأما حذف الشاعر له مع تحريكها بهذه الحركة ، كما يحذفها إذا كانت ساكنة ، فإن هذه الضرورة من رد الشيء إلى أصله ، نحو ـ يعنى بحذف الشاعر له ـ قوله :
__________________
(١) المائدة : ١٠٦.
(٢) البينة : ١.