بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
استعنت بالله
قال الشيخ الإمام الأجلّ السيد علم الهدى ، شمس الإسلام ، عماد الدين ، إمام الأئمة ، نور الشريعة ، قدوة الفريقين : (١) أبو الحسن علي ابن محمد الطبري ، رحمه الله ورضي عنه :
الحمد لله الذي أكرمنا بتنزيله ، وشرفنا بمعرفة تأويله ، وشفى صدورنا بواضح بيانه ، وهدانا من ظلم الضلالة ، وعماية الجهالة به ، وجعله ميزان قسط لا يحيف عن الحق غرب لسانه ، وضوء هدى لا يجتنى من الشهاب نور برهانه ، وعلم نجاة لا يضل من أم قصد سنته ، ولا تنال أيدي الهلكات من تعلق بعروة عصمته ..
نحمده على فنون بلائه ، وضروب آلائه ، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، شهادة من يعتصم بحبله ، ويأوي في الشبهات إلى حرز عدله ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، وصفيه ونبيه ، أرسله ببيان أوضحه ، ولسان أفصحه ، وشرع شرحه ، ودين فسحه ، فلم يدع صلوات الله عليه فسادا إلا أصلحه ، ولا عنادا إلا زحزحه ، صلوات الله عليه ما هلل ملك وسبحه ، وعلى من نصره وصحبه .. وبعد :
__________________
(١) يقصد اهل الظاهر واهل الباطل.