أَلْفَ سَنَةٍ وَما هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللهُ بَصِيرٌ بِما يَعْمَلُونَ (٩٦) قُلْ مَنْ كانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللهِ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدىً وَبُشْرى لِلْمُؤْمِنِينَ
____________________________________
مرفوعا كقوله تعالى في سورة النساء ٩١ (وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَما كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَواءً) و ١٠٣ (وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ) وفي سورة القلم ٩ (وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ). والتي هي للتمني جاء ما بعد الفاء بعدها منصوبا كما في قوله تعالى ١٦٢ (لَوْ أَنَّ لَنا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ) وفي سورة الزمر (لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ) بنصب أكون «فإن قيل» ان «لو» التي بعد يودّ وودّ كيف تكون مصدرية مع انها تقع بعدها اداة مصدرية كما في قوله تعالى في سورة آل عمران ٢٨ (تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَها وَبَيْنَهُ أَمَداً). وفي سورة الأحزاب ٢٠ (يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُمْ بادُونَ) «قلت» ان «لو» كيفما كانت لا تدخل على الجملة الاسمية بل لا بد فيها من تقدير فعل. فالتقدير إذن لو يمكن او لو يتيسر ونحوهما كما تقول تود أن يتيسر ان بينها وبينه أمدا ويودوا أن يمكن او يتيسر انهم بادون. وعبر بذلك التعبير لخصوصية «لو» وظهور المقام وخصوص الجملة الاسمية في مزايا الكلام كما لا بد من هذا التقدير على قول القائل انها للتمني (أَلْفَ سَنَةٍ) وماذا ينفعه ذلك التعمير. هل يحط عنه شيئا من ذنوبه او يدفع عنه العذاب ما لم يؤمن ويعمل صالحا. كلا (وَما هُوَ) أي أحدهم (بِمُزَحْزِحِهِ) مزحزحه خبر للضمير هو والباء زائدة لتأكيد النفي (مِنَ الْعَذابِ أَنْ يُعَمَّرَ) المصدر فاعل لمزحزحه أي وما هو مزحزحه تعميره (وَاللهُ بَصِيرٌ بِما يَعْمَلُونَ) من السيئات وان طول أعمارهم في عمل السيئات هو الذي يركسهم في درك العذاب ٩٥ (قُلْ مَنْ كانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ) أي القرآن (عَلى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللهِ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ) لما تقدمه من كتب الله الحقيقية ومعارف الحق (وَهُدىً) حال ثان معطوف على مصدقا (وَبُشْرى لِلْمُؤْمِنِينَ) اي ان الذي يهتدي ويصل به الى الحق ويكون القرآن له بشرى انما هم المؤمنون. والآية تشعر بان لها شأن وسبب نزول والسياق يقتضي ارتباطه باليهود. وقد روي في ذلك شيء ذكره في الدرّ المنثور ولكنه غير متصل الإسناد ولا سالم من الخلل. وروي في تفسير البرهان شيء وفي مستنده ما فيه وذكر القمي شيئا ولم يذكر مأخذه والله هو العالم بحقيقة الحال ٩٦ (مَنْ كانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ