بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ (١٠١) وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللهِ خَيْرٌ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ (١٠٢) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقُولُوا راعِنا وَقُولُوا انْظُرْنا
____________________________________
أي باعوا. ويمكن أن يراد به معنى الاشتراء المتعارف على نحو ما ذكرناه في الآية الثامنة والثمانين (بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ) فانه أقبح الأثمان وأخسها ١٠١ (وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللهِ خَيْرٌ) لهم مما يريدونه بعمل السحر وتعلمه فضلا عن كمال الإيمان والتقوى وخسة السحر ونقصه واللام رابطة لجواب «لو» ومثوبة بمعنى ثواب مبتدأ وخير خبره والجملة جواب لو. ونكرت «مثوبة» لبيان ان فردا واقل مصداق مما عند الله من الثواب خير لهم مما اتبعوه (لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ) ولو هنا بمعنى التمني جريا على ما يستعمله الناس في المحاورات في مثل المقام والله يجل ويتقدس عن حقيقة التمني ١٠٢ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) اخرج احمد في مسنده عن ابن عباس وفي الدر المنثور اخرج ابو نعيم في الحلية عن ابن عباس قال قال رسول الله (ص) ما أنزلت آية فيها يا ايها الذين آمنوا إلا وعليّ رأسها وأميرها. وفي الحلية ان الناس يروون هذا الحديث وفي الينابيع أخرجه موفق بن احمد عن مجاهد وعكرمة عن ابن عباس عن رسول الله (ص) وقال موفق رواه جماعة من الثقاة هم الأعمش والليث وابن أبي ليلى وغيرهم عن مجاهد وعكرمة وعطا عن ابن عباس عن رسول الله. وفي الصواعق أخرجه الطيراني وابن أبي حاتم عن ابن عباس واللفظ إلا وعلي عليهالسلام أميرها وشريفها. وفي كشف الغمة من نحو هذا كثير عن ابن مردويه بأسانيده عن ابن عباس وحذيفة. ولا معنى للرواية إلا أن عليا (ع) رأس الذين آمنوا وأميرهم وشريفهم (لا تَقُولُوا راعِنا وَقُولُوا انْظُرْنا) جاء في الآية التاسعة والأربعين من سورة النساء ان اليهود يحرفون الكلم عن مواضعه ويقولون راعنا ليا بألسنتهم وطعنا في الدين. وفي تبيان الشيخ قال ابو جعفر (ع) يعني الباقر هذه الكلمة «يعني راعنا» سبّ بالعبرانية اليه كانوا يذهبون قال الحسين بن علي المغربي فبحثت عن ذلك أي عن السب الذي ذكره الباقر (ع) فوجدتهم يقولون راع على وزن قال بمعنى الفساد انتهى أقول وقد تتبعت العهد القديم العبراني فوجدت ان كلمة «راع» بفتحة مشالة الى الألف وتسمى عندهم «قامص» تكون بمعنى الشر او القبيح. ومن ذلك ما في الفصل الثاني والثالث من السفر الأول من توراتهم وبمعنى الشرير واحد الأشرار. ومن ذلك ما في الفصل الأول