(١٥٠) فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ (١٥١) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (١٥٢) وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْواتٌ بَلْ أَحْياءٌ وَلكِنْ لا تَشْعُرُونَ (١٥٣) وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَراتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (١٥٤) الَّذِينَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ (١٥٥) أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ
____________________________________
وكما لكم من العبادة والطاعة والشكر لنعمي أعد عليكم بالجزاء واللطف والنعمة والمزيد. ولأجل المقابلة اللفظية جرى التعبير عن ذلك بقوله تعالى (أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي) نعمائي عارفين بها (وَلا تَكْفُرُونِ) لا تكفروني نعمتي لا تجحدوني نعمتي كفره حقه جحده ١٥١ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا) في امر دينكم وعبادتكم وطاعتكم لله واجتناب معاصيه وفي مصائبكم (بِالصَّبْرِ) فانه نعم المطية ومفتاح الفرج ووسيلة البشرى بالصلوات من الله والرحمة (وَالصَّلاةِ) عطف على الصبر فانها باب الله في مناجاته والاستعانة به ومعراج السعادة والناهية عن الفحشاء والمنكر (إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) وكفى بذلك بشرى ١٥٢ (وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللهِ) هم (أَمْواتٌ بَلْ) هم (أَحْياءٌ وَلكِنْ لا تَشْعُرُونَ) بحياتهم لأن عالمهم غير عالمكم. وقد اخبر الله جلت آلاؤه عما لحياتهم السعيدة من الكرامة والحبور كما في الآية الثالثة والستين بعد المائة واللتين بعدها من سورة آل عمران ١٥٣ (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ) يا ايها الذين آمنوا كما يقتضيه سياق الخطاب. او يا ايها الناس (بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَراتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ) على ذلك رضى بما قضى الله وتسليما لحكمته فلا يصدهم ما ذكر عن شكر ما هم فيه من نعمة ولا عن عبادته وطاعته والجهاد في سبيله بل هم ١٥٤ (الَّذِينَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قالُوا إِنَّا لِلَّهِ) وكل ما هو لنا من حياة ونعمة إنما هو من عنده بدون استحقاق لنا في أقل شيء من ذلك يفعل بحكمته ما يشاء (وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ) في الآخرة فيعاملنا بصبرنا او جزعنا الذي هو كفران لنعمه ١٥٥ (أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ) ثناء جميل (وَرَحْمَةٌ) بالثواب والجزاء (وَأُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) الى الحق بصبرهم وتسليمهم لله