وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ
____________________________________
المنذر في حديث عن ثابت وابن جرير وابن أبي حاتم فى آخر عن ابن عباس. واخرج ابن جرير في ثالث عن ثابت ان من المجامعين بعد العشاء في زمان التحريم عمر بن الخطاب. ونحوه عن عبد الرحمن بن أبي ليلى. وعن كعب بن مالك عن أبيه (وَابْتَغُوا ما كَتَبَ اللهُ لَكُمْ) أي لنوعكم من الذرية (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا) الأمر فيهما للاباحة ويمتد أمدها (حَتَّى) غاية الجواز ينقطع بها (يَتَبَيَّنَ لَكُمُ) يوجد في الأفق ويلزمه عادة ونوعا ان يتبين لنوع الناس فالغاية ان يكون الصبح بحيث يراه الصائم لا استيلاؤه عليه كما يأتي في الليل. وهذه الغاية هي غاية الرفث ايضا بإجماع المسلمين لأن حله مقيد بالليل وهو ينقطع بالفجر (الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ) وهو الفجر الصادق المعترض وفيه قوة التبين لا الكاذب المستطيل كذنب السرحان المبتني على الخفاء والاضمحلال وعلى ذلك اجماع المسلمين وأحاديث الفريقين وقد جمع شطر منها في الوسائل والدر المنثور. وسمي بالخيط اشارة إلى ان الغاية ما يتبين حينما هو كالخيط (مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ) وهو ما حول الفجر من الليل (مِنَ الْفَجْرِ) بيان للخيط الأبيض (ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيامَ إِلَى اللَّيْلِ) ثم اوجدوا الصوم قاما إلى الليل وعطف بثم لجريان العادة بالفصل والتراخي بين انقطاع الأكل والشرب وبين الفجر محافظة على حدود جوازهما في الليل وحرمتهما بأول الفجر. والليل هو السواد والظلام المعاقب للنهار ولذا يقولون ليل أليل أي شديد الظلام او السواد. والغاية للصيام ان يغشي الليل الصائم ويصل اليه لا وجوده. فإنه موجود في كل زمان بحسب التناوب على البلاد ولا رؤيته والا لقيل حتى يتبين ونحو ذلك كما قيل في الفجر فالغاية إذن ان تذهب الحمرة المشرقية ويصل سواد الليل المعاقب لها إلى الصائم اي الى سمت رأسه فإن المشرق في جهة السماء مظل على المغرب فيكتسب من نور الشمس ما تظهر به الحمرة ويبقى به النهار إلى ان تحتجب الشمس شيئا فشيئا فيظهر الليل ويسري على وتيرة احتجابها حتى يصل إلى الرأس فلا يذهب النهار عن الصائم الا بذهاب الحمرة عن سمت رأسه. وعلى ذلك من روايات الإمامية رواية ابان عن الباقر (ع) وروايات ابان وعمار وابن شريح. ومرسلتا ابن أشيم وابن أبي عمير. ومرفوعة المفيد عن الصادق (ع). ولا ينافيها ما عبر فيه بغيبوبة الشمس وغروبها لما أشرنا