(٢٣٣) وَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ فِيما عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّساءِ أَوْ أَكْنَنْتُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ عَلِمَ اللهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلكِنْ لا تُواعِدُوهُنَّ سِرًّا إِلاَّ أَنْ تَقُولُوا قَوْلاً مَعْرُوفاً
____________________________________
خَبِيرٌ) فلا تخالفوه ٢٣٣ (وَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ فِيما عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّساءِ) نظم الآيات وسياق الآية وقوله تعالى فيها (حَتَّى يَبْلُغَ الْكِتابُ أَجَلَهُ) تدل على ان المراد من النساء المعتدات للوفاة وعليه الاتفاق والآية صالحة للعموم لبعض المعتدات ايضا وتفصيل ذلك موكول إلى كتب الفقه. والتعريض هو خلاف التصريحات بما يسعه مجال الخطبة من وجوه الكلام وهو تضمين الكلام دلالة على شيء ليس فيه ذكر له والخطبة هو الكلام الدال على طلب المرأة للتزويج ولعل الأصل فيه ان الطلب كان يصاغ كثيرا بكلام ينشئه خطيب القوم ثم استعمل في مطلق الطلب فتعدى ويقال خطبها وهو خاطب (أَوْ أَكْنَنْتُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ) بأن خطر في أنفسكم الرغبة في نكاحها والعزم عليه واسررتموه (عَلِمَ اللهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَ) لسانا بابداء الرغبة في نكاحهن ولا يدل ذلك على التوبيخ لجواز ان يقصدوا في ذكرها وجها راجحا خصوصا في عصر الرسول (ص) كتطييب قلوب المؤمنات المهاجرات المنقطعات ذوات الأيتام لكي تطمئن قلوبهن بوجود الكافل (وَلكِنْ لا تُواعِدُوهُنَّ سِرًّا) في صحيحة الحلبي عن الصادق (ع) ان يقول لها أواعدك بيت آل فلان ونحوها رواية عبد الله بن سنان عنه (ع) وفي رواية علي بن حمزة عنه (ع) أواعدك بيت آل فلان يعرض لها بالرفث ويرفث الرواية اي يرفث قولا بأن يذكر لها الجماع وما يرجع اليه صريحا على خلاف الكناية والاحتشام. فإن الجماع يعبر عنه بالسر كقول امرء القيس
الا زعمت بسباسة اليوم انني |
|
كبرت وان لا يشهد السر أمثالي |
وقول الأعشى
ولا تقربن جارة إن سرها |
|
عليك حرام فانكحن او تأبدا |
وقول الفرزدق
موانع للأسرار الا من أهلها |
|
ويخلف ما ظن الغيور التعفف |
(إِلَّا أَنْ تَقُولُوا قَوْلاً مَعْرُوفاً) الاستثناء منقطع لرفع ما يتوهم من المنع عن كل ما يدل على التزويج لأن التزويج يئول إلى الجماع. بل يجوز القول بالمعروف الموافق للحياء والحشمة وكريم الخطاب كقوله لا تسبقيني بنفسك إذا انقضت العدة او اني مكرم للنساء او لو انقضت عدتك لا تفوتيني ونحو هذا من معاريض الكلام وبه جاءت روايات الدر المنثور عن ابن عباس ٢٣٤ (وَلا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكاحِ) ولا توقعوها وتوجبوها وبذلك جاءت رواية الدر المنثور