نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طالُوتَ مَلِكاً قالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمالِ قالَ إِنَّ اللهَ اصْطَفاهُ عَلَيْكُمْ وَزادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ واسِعٌ عَلِيمٌ (٢٤٧) وَقالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ
____________________________________
كتب اليهود انه كان أطول من كل بني إسرائيل من كتفه فما فوق (قالُوا أَنَّى) من أين (يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ) وفي تفسير القمي أو روايته أنه كان من سبط بنيامين (١) قلت وتاريخ اليهود يذكر في أواخر سفر القضاة ان سبط بنيامين قد صدرت من بعضهم بادرة قبيحة فأراد بنو إسرائيل ان يؤدبوا هؤلاء فحماهم سبطهم فحاربهم باقي الأسباط حتى نكلوا بهم فصار سبط بنيامين بعد ذلك سبطا قليلا مستحقرا فيما بين بني إسرائيل (وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمالِ) ليؤسس به ملوكيته وادارتها (قالَ) لهم نبيهم (إِنَّ اللهَ اصْطَفاهُ عَلَيْكُمْ وَزادَهُ بَسْطَةً) أي سعة (فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ) يدبر بعلمه المملكة وشؤون القتال ويملأ ببسطة جسمه الأبصار هيبة تناسب الملوك ومخائل القوة والشجاعة (وَاللهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشاءُ) فلا اعتراض لكم في ذلك (وَاللهُ واسِعٌ) في فضله ورحمته أي واسع الفضل والرحمة (عَلِيمٌ) بما تقتضيه الحكمة في كل مقام ٢٤٧ (وَقالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ) في مقام الاحتجاج والدلالة على ان طالوت يكون ملكا عليهم وذلك باصطفاء الله له (إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ) والحجة التي تعرفون بها ذلك (أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ) الصندوق في مجمع البيان انه كان في ايدي اعداء بني إسرائيل غلبوهم عليه لما مرج امر بني إسرائيل وحدث فيهم الأحداث ثم انتزعه الله من أيديهم ورده على بني إسرائيل تحمله الملائكة وروى ذلك عن أبي عبد الله (فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ) في تفسير القمي عن الرضا (ع) انها ريح
__________________
(١) قال الطنطاوي في الجزء الأول من تفسيره صفحة ١٩٠ في كلام بني إسرائيل مع نبيهم في هذا المقام «قالوا ان طالوت ليس من بيت لاوي بيت النبوة ومنه موسى وهارون ولا من بيت يهوذا بيت الملك ومنه داود وسليمان» ـ إلى ان قال فأجابهم وأقول يا للعجب متى كان من قبل ان يملك طالوت لبيت يهودا ملك ومملكة ومتى كان قبل طالوت داود وسليمان ملكين لكي يذكر بنو إسرائيل ملوكيتهما لنبيهم وكيف والذي يعرف من القرآن هو ان داود لما قتل جالوت كان رعية في جند طالوت وانظر إلى كلام المفسر في صفحة ١٩١ ويقول الله في سورة النمل وورث سليمان داود ولم يذكر ان الاشراف من بني إسرائيل احتجوا بسبطين من اسباطهم بل قالوا نحن أحق بالملك منه. وهل كان ذكرهم لملك يهوذا وداود وسليمان تنبئا عن المستقبل؟! إذن اي مؤرخ ذكر هذا التنبؤ منهم وما هي قيمته التاريخية؟!