وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسى وَآلُ هارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ
____________________________________
من الجنة لها وجه كوجه الإنسان ونحوه في مجمع البيان والدر المنثور عن امير المؤمنين وفي رواية معاني الأخبار عن يونس عن الرضا (ع) روح الله لكن في اصول الكافي في صحيح محمد ابن مسلم عن الباقر (ع) السكينة الإيمان. ونحوه في صحيح حفص وهشام عن الصادق ونحوه في صحيح أبي حمزة عن الباقر وزاد في قوله تعالى (وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ) قال هو الإيمان ونحوه في صحيح جميل عن الصادق (ع) والظاهر ان هذه التعبيرات تشبيهات وإشارات بحسب حال المورد والخطاب والمخاطب فلعل السكينة أمرا يوجب الامنة والطمأنينة جعله الله في التابوت ليسكن اليه بنو إسرائيل فقد كان لهم بمنزلة اللواء الأعظم في الحروب وفي التبيان انه الأولى واستظهر نحو ذلك في مجمع البيان وهو احدى روايات الدر المنثور عن ابن عباس (وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسى وَآلُ هارُونَ) من آثار النبوة (تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ) الجملة حال من يأتيكم وفي روضة الكافي في معتبرة عبد الله بن سليمان (١) عن الباقر (ع) في التابوت ما لفظه «والملائكة كانت تحمله على صورة البقرة» أقول وعلى تقدير صدور هذا المروي عن الإمام (ع) يكون ما في كتب اليهود صورة لما ذكره (ع) من الحقيقة. ففي الفصل السادس من كتاب صموئيل الاول في الآية وخرق العادة في رجوع التابوت وهو ان المشركين لما انتهبوا التابوت من بني إسرائيل أصابهم بلاء من الموت والأمراض فأرادوا أن يردوا التابوت ويستعلموا من حاله وكرامته انه هل هو الذي سبب عليهم ذلك البلاء من الله فتبانوا على ان يجعلوه في عجلة ويربطونها ببقرتين مرضعتين صعبتين لم يعلهما نير وبعد ذلك يرجعون عنهما ولديهما إلى البيت فإن سارت البقرتان بالعجلة على الهدو والاستقامة عرفوا ان هذا الأمر الخارق للعادة من حال البقرتين إنما هو من آيات الله لبيان كرامة التابوت فسارت البقرتان بالتابوت والعجلة على أحسن استقامة ومعرفة للطريق إلى أن اوصلتا التابوت إلى بلاد بني إسرائيل وبمقتضى الآية الكريمة والرواية الشريفة ان الملائكة كانت تتولى حمل التابوت بهذا الحمل الخارق للعادة في تلك الصورة الظاهرية من تسخير البقرتين وفي مجمع البيان ذكر شيئا فيه شبه لهذا ولم ينسبه إلى
__________________
(١) فإن الكافي يرويها بالسند الصحيح عن يحيى الحلبي عن عبد الله بن سليمان وقد شهد النجاشي وابن أبي داود والعلامة بأن يحيى ثقة صحيح الحديث وقد ذكره عبد الله من اصحاب الباقر ولم يخدش فيه بشيء