وَلا يَؤُدُهُ حِفْظُهُما وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ (٢٥٥) لا إِكْراهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ
____________________________________
كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ) روى الصدوق في توحيده بسنده عن المفضل عن الصادق (ع) ان العرش هو العلم الذي اطلع الله عليه أنبياءه وحججه والكرسي هو العلم الذي لم يطلع عليه أحدا وبسنده عن حفص بن غياث عنه (ع) عن الكرسي في الآية قال (ع) علمه وبسنده عن عبد الله بن سنان عنه (ع) في الكرسي او العرش هو العلم الذي لا يقدر احد قدره وفي مجمع البيان ان هذا مروي عن أبي جعفر وأبي عبد الله (ع) وفي التبيان وهو مروي عنهما وفي الدر المنثور ذكر جماعة أخرجوه عن ابن عباس وذكر جماعة أخرجوه عن أبي الاشعري قال الكرسي موضع القدمين وله اطيط كاطيط الرحل. وجماعة اخرجوا عن ابن مسعود عن رسول الله (ص) في المقام المحمود قال ذلك يوم ينزل الله على كرسيه يأط منه كما يأط الرحل الجديد من تضايقه. وجماعة اخرجوا عن عمر عن رسول الله انه قال ان كرسيه وسع السموات والأرض وان له أطيطا كاطيط الرحل الجديد إذا ركب من ثقله ما يفضل منه اربع أصابع. هذا ولما بين الله جل شأنه ان له ما في السموات والأرض شاء ان يبين احاطة علمه وسلطة تدبيره بجميع ما هو له وملكه فناسب التقريب لادراكنا القاصر بالتمثيل بالجسمانيات المألوفة لنا فشبه الإحاطة والسلطة بما لو كانت بحسب التخييل في كرسي الملك. وعلى ذلك جرى تعبير الأئمة عليهمالسلام في السموات والأرض انها في الكرسي (وَلا يَؤُدُهُ) يثقله ويشق عليه (حِفْظُهُما) اي النوعين من السموات والأرض وكيف (وَهُوَ الْعَلِيُ) في شأنه وقدرته وعلمه (الْعَظِيمُ) في سلطانه وجلاله ٢٥٥ (لا إِكْراهَ فِي الدِّينِ) قد مر تفسير الدين في الآية التاسعة والثمانين بعد المائة وليس الدين بشيء يخفى على الناس مجد حقيقته وكرامة كماله لكي يراد منهم بالإكراه كيف وهو دين الفطرة مستقيم صراطه واضح منهجه مشرقة ارجاؤه منيرة اعلامه بينة آياته هادية دلائله (قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِ) بدلالة العقل والفطرة وتتابع المعجزات وتوارد الحجج وان تعامى عنها المعاند له حتى أعمى عناده قلبه وعين بصيرته (فَمَنْ) يخالف هواه ويتبع عقله وبينات فطرته و (يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ) الطاغوت مأخوذ من الطغيان. وقد ذكر هذا اللفظ في القرآن الكريم ثمان مرات ففي بعضها يكون مسماه خبرا للجمع ويعود عليه ضمير الجمع كما في (أَوْلِياؤُهُمُ الطَّاغُوتُ