وَمَنْ عادَ فَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ (٢٧٥) يَمْحَقُ اللهُ الرِّبا وَيُرْبِي الصَّدَقاتِ وَاللهُ لا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ (٢٧٦) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (٢٧٧) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَذَرُوا ما بَقِيَ
____________________________________
والسؤال ذلك كما ان الظاهر من قول القائلين له ليس يقبل منك شيء الا ان ترده على أصحابه هو انهم سدوا عليه باب المغفرة وقبول التوبة الا ان يرد الربا على أصحابه وان جهلهم او تعذر عليه فيكون قول الباقر (ع) مخرجك من كتاب الله فمن جاءه موعظة الآية ردا على تشديد هؤلاء وان التوبة الصادقة والانتهاء مخرج من اثم الربا الى المغفرة واما مال الربا فقد يكفي فيه في بعض الموارد رده الى الإمام او نائبه او الى الفقراء فلا ينحصر قبول التوبة بخصوص رده على أصحابه على كل تقدير وقوله (ع) والموعظة التوبة يريد به ان الذي يتعلق به الغرض في قوله تعالى (فَمَنْ جاءَهُ مَوْعِظَةٌ) الى قوله (فَانْتَهى) ويغفر به الذنب انما هو التوبة واما المال فله احكامه (وَمَنْ عادَ) الى تعاطي الربا مستحلا له بعد ما نزل القرآن بتحريمه وبلغه ذلك او الى الاعتراض على الشريعة بقوله انما البيع مثل الربا او الى كل من ذينك كفرا وارتدادا وأصروا على عودهم هذا حتى ماتوا كما هو ظاهر الآية (فَأُولئِكَ) أشير بالجمع باعتبار المعنى في الموصول (أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ ٢٧٥ يَمْحَقُ اللهُ الرِّبا) المحق الانقاص للشيء حالا بعد حال حتى يتلف فالله يتلف الربا وان املى لآخذه زمانا حتى يذهبه منه او ممن جمعه لاجلهم كوراثه (وَيُرْبِي الصَّدَقاتِ) اي يزيدها باعتبار الجزاء والثواب المضاعف (وَاللهُ لا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ) صيغة مبالغة في الكفر والأظهر ان المراد هنا هو كفر النعمة وعدم الاكتفاء بما أنعم الله به عليه من الحلال حتى يتقحم ما حرم الله عليه من الربا لا الكفر الشرعي وتحقق المبالغة بتكرار اخذه الربا وكفران النعم وفي التبيان ومجمع البيان حملا الكفر على الشرعي فيمن يستحل أكل الربا والاول أعم في الزجر واظهر في المقام (أَثِيمٍ) متماد على عمل الإثم ٢٧٦ (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا) بالله ورسوله وكتابه وشريعته (وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) ومنها كف النفس عما حرّم الله (وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ) نص عليهما بالذكر تعظيما لشأنهما وان كانا من نوع الأعمال الصالحة (لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ ٢٧٧