وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً
____________________________________
عليه الحد لأنه لم يرع للحرم حرمة : ونحوها معتبرة حفص. ورواية علي بن أبي حمزة عنه (ع) في السارق والجاني ونحوها صحيحة معاوية بن عمار عنه (ع) في القاتل. وفيها ولا يأوي : وفي الدر المنثور ان جماعة اخرجوا من طرق سعيد وطاوس ومجاهد وعكرمة وعطا عن ابن عباس في الآية مثل ذلك. ولا ينافي ذلك ما روي من طرق الفريقين من انه أمن من سخط الله. أو في الآخرة. أو من النار. فإن ذلك يكون بيانا لبعض المصاديق المندرجة في عموم الأمن. وبمقتضى الروايات المتقدمة قال علماء الإمامية من دون خلاف يعرف. وابو حنيفة وصاحباه وزفر واللؤلئي وافقوا الإمامية في قصاص النفس واحتجوا بالآية ويرد عليهم ان الأمن فيها مطلق فإذا قدم على دليل القصاص قدم على سائر أدلة القصاص والحدود لذلك الوجه حتى لو حملنا الخبر في الآية على الأمر مع ان الآية لا تحمل على ذلك ولا يتوقف عليه. بل الآية تدل على جعل الأمن بنحو وضعي عام. وجعله من الله من حيث الشريعة هو اظهر الافراد وأولاها فإن الذهن لا يذعن بأن الله تبارك اسمه يمجد البيت بأن من آياته ان الناس يحترمونه بإلهام وتوفيق منه وهو جل شأنه لا يشرع احترامه في حقوقهم وحقوقه نعم ان الجاني في الحرم قد هتك حرمته فيؤخذ بجنايته في ذلك لقوله تعالى في سورة البقرة ١٨٧ (وَلا تُقاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ حَتَّى يُقاتِلُوكُمْ فِيهِ) ١٩٠ (وَالْحُرُماتُ قِصاصٌ) .. وايضا ان طعام العرب نوعا مما يصطادونه من احناش الأرض وحيواناتها ولهم في الصيد ولع وعادة ومع ذلك يحترمون صيد الحرم ومكة. ومن المستفيض نقله ان الحيوانات لا يقتل بعضها بعضا فيه. ولا تصطاد الكلاب والسباع فيه : ومن آيات البيت ما استفاض نقله من ان الطير لا يعلو عليه في طيرانه بل يحيد عنه يمينا او شمالا (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً) قوله تعالى (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ) الآية جملة مستأنفة فلا يندرج في جملة الآيات البينات للبيت. والحج بالكسر وعن سيبويه انه مصدر وقيل اسم مصدر ومعناه في اللغة القصد بالسفر وغلب على القصد بالسفر الى مكة لنسك الحج المعروف او نقل الى نفس المناسك المخصوصة. ومن استطاع بدل من الناس. والتقييد هنا بالاستطاعة يعرف منه انها غير الاستطاعة العقلية التي هي شرط في كل تكليف. إذن فهي الاستطاعة العرفية. وذكر في الدر المنثور عن جماعة كثيرين منهم الشافعي والترمذي