(١٢٠) إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلاثَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُنْزَلِينَ(١٢٤) بَلى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هذا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُسَوِّمِينَ (١٢٥) وَما جَعَلَهُ اللهُ
____________________________________
١٢٠ (إِذْ تَقُولُ) قال في التبيان التقدير اذكر إذ ، وفي الكشاف ظرف لنصركم أقول وهو اولى واظهر (لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ) في الثبات والاطمئنان بالنصر (أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ) وولي أمركم القادر ويبعث لكم مددا لنصركم (بِثَلاثَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُنْزَلِينَ ١٢١ بَلى) رد لمضمون النفي في جملة «ألن يكفيكم» (إِنْ تَصْبِرُوا) وتثبتوا (وَتَتَّقُوا) الله فيما تلزم فيه التقوي ومنه الثبات لنصر دين الحق (وَيَأْتُوكُمْ) أي الأعداء المشركون من قريش العادون بعد ما نجت قافلتهم بإتيانهم لحربكم (مِنْ فَوْرِهِمْ هذا) قال في التبيان ومجمع البيان من وجههم هذا ورواه في الدر المنثور عن الحسن وعكرمة والربيع وقتادة والسدي ولم أجد لهذا المعنى أثرا في النهاية والمصباح ولم أعهده في اللغة نعم في القاموس أتوا من فورهم أي من وجههم وقبل أن يسكنوا. وروى في الدر المنثور عن عكرمة ومجاهد وأبي صالح والضحاك «من غضبهم» مأخوذ من الفوران وفورة الغضب وهو غريب واغرب منه ما عن الضحاك من قوله من وجههم وغضبهم وعن ابن عباس من سفرهم هذا. وهو غريب. ومن فسره بالغضب قال ان الآية نزلت في غزوة أحد والمراد غضبهم من يوم بدر أقول والمناسب لو صح في اللغة ان يقال من فورهم ذلك مع ان ظاهر الآية ومناسبة اللتين قبلها وبعدها وروايات الكافي والعياشي بأسانيدهما عن الباقر والصادق عليهماالسلام انها نزلت في شأن غزوة بدر. وفي الكشاف جعله من الفور ضد التراخي أي من وقتهم هذا القريب. وهذا هو المعروف والمناسب والمتبادر من هذا اللفظ (يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُسَوِّمِينَ) من السيما وهي العلامة. ولعل المراد انهم اتخذوا سيماء البشر ولم يبقوا على صورتهم الأصلية لكن في صحيحة الكافي عن أبي الحسن (ع) وروايته عن الباقر (ع) في تفسير المسومين قال «العمائم» ونحو ما في الدر المنثور مما أخرجه ابن إسحاق والطبراني عن ابن عباس ١٢٢ (وَما جَعَلَهُ اللهُ) أي الأمداد بالملائكة لأن نصره للمسلمين متوقف على الملائكة. كلا. بل لأن أولئك المسلمين ما عدا الخواص بشر ضعفاء ببشريتهم لا يستحكم استبشارهم واطمئنانهم إلا بالمحسوسات الجارية على العادات ككثرة العدد