وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (١٥٤) وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (١٥٥) وَلَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لَإِلَى اللهِ تُحْشَرُونَ (١٥٦) فَبِما رَحْمَةٍ
____________________________________
بيده أمر الحياة والموت لا كما يزعمون بكفرهم. فكم من حاضر وهو في صحة ودعة قد أماته الله وكم من مسافر وغاز يقاسي الشدائد والأهوال ويرده الله سالما (وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ) يا ايها الذين آمنوا أو يا ايها الناس (بَصِيرٌ) لا يخفى عليه شيء منها ولا من وجوهها فاتقوا الله في اعمالكم ومنها أقوالكم ١٥٤ (وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ أَوْ مُتُّمْ) لكان لكم الجزاء العظيم ووقع اجركم على الله ومن اجركم المغفرة والرحمة ومن ذا الذي لا يحتاج إليهما و (لَمَغْفِرَةٌ) من مصاديق المغفرة (مِنَ اللهِ وَرَحْمَةٌ) من مصاديق الرحمة (خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) من حطام الدنيا ١٥٥ (وَلَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ) يا ايها الناس (لَإِلَى اللهِ تُحْشَرُونَ) وعدا مؤكدا بلامي القسم ولا تفوتونه بل يجازيكم بأعمالكم ان خيرا فخير وان شرا فشر. او ولئن متم أو قتلتم في سبيل الله لإلى الله تحشرون وعليه تقدمون فيوفيكم أجوركم ١٥٦ (فَبِما رَحْمَةٍ) قال في التبيان ان «ما» زائدة جاءت مؤكدة للكلام وزاد في مجمع البيان بإجماع المفسرين. ودعواه الإجماع في غير محلها فقد حكى في التبيان عن الحسين بن علي المغربي ان «ما» بمعنى «أي» أي بأي رحمة. وحكاه ابن هشام عن جماعة وان أورد عليه ما لا يرد وفي حواشي المغني للشمني عن أبي البقا عن الأخفش وغيره وحكى نقله ايضا عن ابن كيسان. وقال السيد الرضي في حقائق التأويل ولأبي العباس المبرد مذهب انا اذهب اليه وهو انه ليس شيء من الحروف جاء في القرآن الا لمعنى مفيد وقال الرضي ايضا ان «ما» معناها تفخيم قدر الرحمة التي لان بها لهم. ومرجعه إلى ما قاله الحسين واليه يرجع اختيار الرازي ان المعنى فبأي رحمة. والمقصود أيّ المفيدة للتفخيم كما تقول أيّ رجل هذا. وكثير ممن ذكرنا متقدمون على مجمع البيان وهم أساطين الفن وصيارفة اللغة والمرجع في أمثال ذلك. وقال الرازي في تفسيره قال المحققون دخول اللفظ المهمل الوضع في كلام احكم الحاكمين غير جائز : وقال عنتر في معلقته
يا شاة ما قنص لمن حلت له |
|
حرمت علي وليتها لم تحرم |
فإن معنى «ما» معنى «اي» التعجبية لغرض التفخيم وكرامة قنصها بكرامتها ظاهر من