خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (١٦٨) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (١٦٩) الَّذِينَ اسْتَجابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ ما أَصابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ
____________________________________
خَلْفِهِمْ) بالموت او الشهادة اي يستبشرون بسعادتهم بصلاحهم (أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ) في الآخرة اي بأن لا خوف عليهم (وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) في يوم الجزاء ١٦٨ (يَسْتَبْشِرُونَ) حال آخر كفرحين (بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ) عليهم في نعيمهم (وَفَضْلٍ وَ) ب (أَنَّ اللهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ) بل يوفيهم جزاءهم ١٦٩ (الَّذِينَ) مبتدأ (اسْتَجابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ) إذ دعاهم الرسول إلى اتباع جيش المشركين في رجوعهم من حرب احد ارهابا لهم فلبوا دعوته (مِنْ بَعْدِ ما أَصابَهُمُ الْقَرْحُ) بتلك النكبة وكثرة الجراح فتبعوهم مع رسول الله إلى حمراء الأسد وهو سوق للعرب على ثمانية أميال من المدينة ورجعوا ولم يلاقوا حربا(١)(لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا) اعمالهم في الحياة
__________________
(١) وعلى هذا اكثر ما وجدناه من حديث الفريقين كما هو المحكي عن اكثر المفسرين. والمأثور ان وقعة أحد كانت في السنة الثالثة من الهجرة في يوم الأحد السادس عشر من شوال وخرجوا باستجابتهم إلى حمراء الأسد يوم الاثنين ومكثوا فيها إلى الأربعاء ثم انقلبوا على وجههم هذا إلى المدينة وقد تكرر في الأحاديث انهم خرجوا وهم جرحى من حرب احد «والوجه الثاني» ما في الدر المنثور عن ابن شهاب ومجاهد وعكرمة في احدى روايتيه ان الآية نزلت في خروج رسول الله بمن معه لموعد أبي سفيان في غزوة بدر الصغرى في السنة الرابعة. وفي التبيان روى ذلك عن أبي جعفر (ع) وفي مجمع البيان رواه ابو الجارود عن الباقر (ع). وابو الجارود ضعيف. والذي اعتمد عليه القمي في تفسيره هو الأول وكذا الشيخ في التبيان ونسب الثاني إلى القيل. وكانت غزوة بدر الصغرى في السنة الرابعة للهجرة في شعبان في رواية الدر المنثور عن مغازي ابن عقبة ودلائل البيهقي وفي تاريخ ابن جرير عن ابن إسحاق. وفي ذي القعدة رأس الحول من وقعة احد عن الواقدي.
وقد كان ابو سفيان جعل الموعد مع رسول الله يوم احد لاعادة الحرب هو بدر في العام المقبل كما عن ابن إسحاق. وعن مجاهد قال ابو سفيان موعدكم بدر حيث قتلتم إخواننا. وسميت غزوة بدر الصغرى غزوة السويق لأن أبا سفيان وجيشه خرجوا من مكة للحرب فلما سمعوا باستعداد رسول الله (ص) للقائهم في الموعد فشلوا ورجعوا من «مجنة» من ناحية مر الظهران أو مما فوق ـ