سَيُطَوَّقُونَ ما بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَلِلَّهِ مِيراثُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (١٧٨) لَقَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِياءُ سَنَكْتُبُ ما قالُوا وَقَتْلَهُمُ الْأَنْبِياءَ بِغَيْرِ حَقٍّ
____________________________________
المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن ابن مسعود عن النبي (ص) وما أخرجه جماعة وصححه الحاكم ايضا من الحديث الآخر عن ابن مسعود عن النبي (ص). وروى في الدر المنثور ايضا روايات أخر تفسير الآية بغير هذا المعنى ولا اعتداد بها خصوصا ما كانت في البخل على ذي الرحم فإنها لا تناسب التشديد والإنذار بقوله تعالى (سَيُطَوَّقُونَ ما بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيامَةِ) وفيما أشرنا اليه من أحاديث الفريقين ما معناه ان الله يجعل عقاب ذلك ثعبانا في عنقه مطوقا به ينهش به. وما هو من نحو هذا المعنى. فلما ذا يبخلون ولماذا يدخرون وهم عن قريب فانون وتاركون لما بخلوا به (وَلِلَّهِ مِيراثُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ١٧٨ لَقَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِياءُ) في الدر المنثور عن ابن عباس من طريق عكرمة ان القائل لذلك «فنحاص» قال ذلك لأبي بكر لما دخل بيت المدارس على اليهود. وعن ابن عباس ايضا من طريق سعيد بن جبير ان اليهود أتوا رسول الله (ص) لما أنزل الله (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً) فقالوا أفقير ربنا يسأل عباده القرض. فأنزل الله الآية. وبين الروايتين تعارض وفيهما جهات أخر. وفي تفسير القمي قال «رأوا اولياء الله فقراء فقالوا لو كان الله غنيا لأغنى أولياءه» ولا تعرف نسبة هذا النقل الى إمام والله العالم نعم يعرف مما بعد الآية ان القائلين من اليهود (سَنَكْتُبُ ما قالُوا) أي سنحفظ في الثبوت ما قالوا ليلاقوا نكال جزائه. وهذا أبلغ في الوعيد من أن يقال «كتبنا ما قالوا» لأن الكتابة في الماضي ربما تحتمل العفو والتفكير (وَ) نكتب (قَتْلَهُمُ الْأَنْبِياءَ بِغَيْرِ حَقٍ) نسبة قتل الأنبياء إليهم اما باعتبار القبيلة أي ونحفظ على قومهم الذين هم مثلهم في التمرد قتلهم الأنبياء والقوم أبناء القوم. او باعتبار رضا هؤلاء بقتل أسلافهم للأنبياء فيحفظ عليهم إثمهم ونسب إليهم القتل باعتبار القبيلة والأسلاف. ففي الكافي بسند عن مروك عن رجل عن الصادق (ع) ان بين القائلين ان الله عهد إلينا وهم (الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللهَ فَقِيرٌ) وبين القائلين للأنبياء خمسمائة عام «وأظن ان هذا التقدير على سبيل المثال في الكثرة أو ان الأصل الف وخمسمائة عام»