يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ راجِعُونَ (٤٧) يا بَنِي إِسْرائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعالَمِينَ (٤٨) وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً وَلا يُقْبَلُ مِنْها شَفاعَةٌ وَلا يُؤْخَذُ مِنْها عَدْلٌ وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ (٤٩) وَإِذْ نَجَّيْناكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذابِ
____________________________________
وفنائها بعين البصيرة واشتاقوا الى نعيم الآخرة فهم (يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ) ومستوفو آجالهم في ساعتهم وما يقرب منها (وَأَنَّهُمْ) عن قريب (إِلَيْهِ راجِعُونَ) رجوع جزاء واستسلام ٤٧ (يا بَنِي إِسْرائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ) وقد مرّ شيء من بيان ذلك في الآية الثامنة والثلاثين وكرر هنا تأكيدا في استلفاتهم الى النعم واقامة للحجة بها عليهم (وَ) اذكروا (أَنِّي فَضَّلْتُكُمْ) بها (عَلَى الْعالَمِينَ) في زمان اسلافكم ٤٨ (وَاتَّقُوا) يوم القيامة يوم الحساب والنكال (يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً) أي لا تقضي ولا تؤدي مما عليها شيئا من جزى الدين إذا قضاه (وَلا يُقْبَلُ مِنْها) من النفس الأولى (شَفاعَةٌ) من حيث انها نفس لها نحو صلة بالمشفوع له. وقد تقدم في تفسير سورة الفاتحة ما يدل من القرآن الكريم على تحقق الشفاعة بإذن الله ورضاه واجمع المسلمون على ان لرسول الله (ص) شفاعة مقبولة وان جازفت المعتزلة بدعوى اختصاصها بمنافع المؤمنين. وأجمعت الإمامية على ثبوت الشفاعة للنبي الكريم وأهل بيته الطاهرين وأصحابه المنتجبين وصالحي المؤمنين وبذلك جاءت أحاديث الفريقين (وَلا يُؤْخَذُ مِنْها) من النفس الثانية (عَدْلٌ) عدل الشيء بالفتح ما يقوم مقامه من غير جنسه بمعنى ولا يقبل منها فداء معادل. واحتمل عود الضمير هنا الى النفس الأولى ايضا بمع نى لا تقبل شفاعتها ولا يؤخذ منها فداء للنفس الثانية والأول اظهر وأنسب بالاستقصاء وأبعد عما يعود الى التكرار لمعنى لا تجزي (وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ) أي اهل ذلك اليوم المدلول عليه بتعدد النفوس ليس لهم ناصر على الله وحسابه وعذابه وناهيك بالتهديد بذلك اليوم ما ذكر فيه فليتقه ذوو الشعور ٤٩ (وَ) اذكروا يا بني إسرائيل (إِذْ نَجَّيْناكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ) حال كونهم (يَسُومُونَكُمْ) قريب من معنى يولونكم (سُوءَ الْعَذابِ) قال عمر بن كلثوم في معلقته
إذا ما الملك سام الناس خسفا |
|
أبينا ان يقر الخسف فينا |