آلاء الرحمن
في
تفسير القرآن
الجزء الثاني
اوله سورة النساء
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
وله الحمد وهو المستعان وأفضل الصلاة والسلام على خيرته من خلقه محمدصلىاللهعليهوآله سيد المرسلين وآله الطاهرين المعصومين صلواته عليهم أجمعين وبعد فهذا هو الجزء الثاني من كتاب آلاء الرحمن في تفسير القرآن. وقد تحريت فيه الاختصار مهما أمكن. مقتصرا على المهم في البيان سائلا من الله التوفيق والتسديد والإعانة انه ارحم الراحمين وخير معين
(سورة النساء)
مائة وست وسبعون آية عند الكوفيين وعند المكيين والمدنيين مائة وخمس وسبعون ، والخلاف في الفواصل. وهي مدنية. ولما كانت هذه الصورة متضمنة لتأسيس الأحكام الاجتماعية الجارية على حقيقة العدل ورعاية الحقوق على خلاف ما كان معتادا قد استحكمت به صراوة النفوس الوحشية بحيث جعله الجور وتشريعات الباطل سنة متبعة وخيله الهوى بمغالطاته عملا سائغا. فكان الناس منهم من لا يرى حرمة لمال اليتيم الذي يربونه ومن لا يرى للطفل والمرأة حقا في الميراث. ومنهم من لا يتحرج من أكل مهر المرأة. وقد بقي من ذلك الداء الردي والعدوان الوخيم اثر في كثير من المسلمين إلى هذا العصر. وقد اقتضت الحكمة ترويض