اليَابِسة والسّائلة. تعيش كثيرا وأجودُها الشّقراء الدَّسِمَة. وهى حارّة فى الأولى يابسة فى الثّانية ، مُسَخِّنَة مُلَيِّنَة مُنَضِّجَة تنفع من السُّعال والزُّكام ومن الرّياح الغليظة ومن السُّموم ولذلك تقع فى التِّرياقات. وتدرّ البول والطّمث ادرارا صالحا. واذا شُرِب مِثقالان منها بثلاث أواقِ ماءٍ حارٍّ أسْهَل البلغم بلا أذىّ. ومضرّتها بالأمزجة الحارّة ، واصلاحها بالمبرّدات. وقل مضرّتها بالرِّئة ويُصلحها المصطكى. وبدلها المَرّ أو الكُنْدُر. واليابسة قريبة منها فى الطّبع الّا أنّها فى القوّة قابضة تُسْقِط الأجنّة حَمْلاً ، وتقطع رائحة العُفونة كيف كانت ، وتنفع من الوَباء بُخورا.
ميل :
المِيْل : المِرْوَد ، وقَدْرُ مُنْتَهَى مَدِّ البَصَر. والمَيْل : التّوجّه الى جهة. قال الشيخ : الجِسم له فى حال تحرُّكه مَيْلٌ يتحرَّك به. يُريد اثبات المَيْل وهو الذى يُسَمِّيه المتكلِّمون اعتماد الجسم أو تحرّكه ، وانّما يتحرّك بتوسُّطٍ ، ولمّا كان المَيْلُ السّببَ القريبَ للحركةِ بوجهِ ما كان مُنْقَسِما الى أقسامها فمنه ما يَحْدُث من طبائع المتحرِّك وينقسم الى ما تُحدثه الطّبيعة كمَيْل الحجَر عند هُبوطه ، والى ما تحدثه النّفس كمَيْل النّبات عند بروزه من الأرض وميل الحيوان عند اندفاعه الارادىّ الى جهةٍ ، ومنه ما يَحدث من تأثيرِ فاسدٍ من خارجٍ كمَيْل السَّهم عند انفصاله عن القَوس.
والمِيْل تقوله العامّة لما يُكْتَحَل به ، وانّما هو المُلْمُوْل. وقد قال الجوهرىّ : مِيْل الكُحْلِ ومِيْلُ الجِراحة ومِيْلُ الطَّريق.