النّعناع وحَبّ الملوك وأيارِج رَوْفَس ، فهو عظيم النّفع من النَّسا والنِّقْرِس ، وكذا القُنْطُوْرِيُوْن وشَحْم الحنظل والصَّبِر والأنْزَوُرْت.
نسي :
النِّسْيان : ضِدّ الحِفْظ. يقال : نَسِيْتُ الشَّىء نِسْياً ونِسْياناً. والنَّسْي ، ورَوَى كُراع : النَّسْي : ما نُسِي ، وما سَقَط فى منازل المرتحلِين من رَذْل أمتعتهم. وقال الأخفش : هو ما أُغْفِل من شىء حَقير ونُسِىَ. والنَّسِيُ : الكثير النِّسيان. وقال ثَعْلب : رَجُل نَاسٍ ونَسِىّ. وتَناساه : أرَى من نفْسه أنّه نَسِيَه.
وطِبّاً : النِّسيان سُمِّى باسم لازِمه ، وهو امّا فَساد الذِّكْر وهو الحِفْظ للشَّىء ، وامّا فساد الفِكْر وهو حَرَكَة ذِهْن الانسان فيما عنده من الصُّوَر والمعانى لتحصيل مطلوب ما. وامّا فَساد التّخيّل وهو استحضار الصُّوَر المدرَكة المخزونة فى الخيال عند غَيبوبتها امّا لفساد القوّة المسترجِعة لها وهى الحِسّ المشترك ، وامّا لفساد خِزانتها الحافِظة لها وهى الخَيال.
أمّا فَساد الذِّكْر فهو بُطلان الحفظ أو نُقصانه وسببُه امّا استيلاء البرد والرُّطوبة على القِسْم المؤخَّر من الدِّماغ الذى هو محلّ الحفظ فلا يَحفظ ما ينطبع فيه لأنّ الحِفْظ انّما يكون باليُبوسة المعتدلة فاذا غَلبت الرُّطوبة يكون قَبولُه لما يرتسم فيه من المعانى بسُهولة لكنّ تلك الرّسوم تتركه سريعا كالشَّمع المذاب الذى لا يحفظ ما ينطبع فيه ، فاذا انضمّت اليه البُرودة أعانته على ذلك. وقد ذكر جالينوس أنّ حربا كانت فى الرّوم فقُتِل من الفريقين خَلْق كثير وأصاب النّاجين رِيْحٌ من نَتن الجِيَف فلبثوا أحيانا يَتذاكرون كلّ ما عَلِمُوا حتّى أسماء أنفسِهم وأسماء أبنائهم ولا يَعرفون أنفسهم ولا أولادَهم.