قاعاً صَفْصَفاً (١٠٦) لا تَرى فِيها عِوَجاً وَلا أَمْتاً (١٠٧) يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لا عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَتِ الْأَصْواتُ لِلرَّحْمنِ فَلا تَسْمَعُ إِلاَّ هَمْساً (١٠٨) يَوْمَئِذٍ لا تَنْفَعُ الشَّفاعَةُ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلاً (١٠٩) يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً (١١٠) وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْماً (١١١) وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا يَخافُ ظُلْماً وَلا هَضْماً (١١٢) وَكَذلِكَ أَنْزَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْراً (١١٣) فَتَعالَى اللهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ وَلا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً (١١٤))
التفسير :
(وَلَقَدْ أَوْحَيْنا إِلى مُوسى) حين أصر فرعون على أن لا يرسل معه بني إسرائيل بعد كل الآيات والعقوبات (أَنْ أَسْرِ بِعِبادِي) أي أمرناه أن يخرج ببني إسرائيل من مصر ليلا ، ويأخذ بهم طريق البحر (فَاضْرِبْ لَهُمْ) أي فاجعل لهم (طَرِيقاً فِي الْبَحْرِ يَبَساً) أي يابسا (لا تَخافُ دَرَكاً) أي لحاقا (وَلا تَخْشى) أي وأنت لا تخشى أي اضرب لهم طريقا غير خائف أن يدركك فرعون وجنوده ، أو يلحقوك ، أو تغرق أنت وقومك (فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ) أي خرج خلفهم ومعه جنوده (فَغَشِيَهُمْ) أي غطاهم (مِنَ الْيَمِ) أي من البحر (ما غَشِيَهُمْ) قال النسفي أي : أصابهم من البحر ما غشيهم ، هو من جوامع الكلم التي تستقل مع قلتها بالمعاني الكثيرة أي غشيهم ما لا يعلم كنهه إلا الله عزوجل (وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ) عن سبيل الرشاد (وَما هَدى) أي وما أرشدهم إلى الحق والسداد.