الفصل الثانى
تاريخ علم الأجنة
تمهيد
ليس معقولا ، ولا مقبولا ، أن نتحدث عن الأجنة كما وردت فى محكم كتاب الله الكريم ، دون أن نلقى بنظرة ، ولو سريعة ، على تاريخ علم الأجنة. ونحن هنا سنحاول أن نسلط أضواء عابرة على الجهود التى بذلها السابقون ، وهم يحاولون سبر أغوار الطبيعة وكشف مكنوناتها ، فى مجال الأجنة وكيفية تكونها.
وكغيره من العلوم وتاريخها ، فإن تاريخ علم الأجنة يرتبط بشكل أساسى بتاريخ العلوم عامة. صحيح أن هذا العلم يتناول بالتأصيل كل أشكال الحياة الراقية ، لكنه بنفس القدر يتصل بالتطور التاريخى للتفكير الفلسفى ، حتى إن عبارة «فيلسوف الطبيعة» كانت هى الوصف الذى يستخدمه العالم فى الإشارة لنفسه منذ القدم ، وكان الآخرون أيضا يستخدمونها فى الإشارة إليه.