الشيخ حسنين مخلوف فى كتابه (صفوة البيان فى تفسير القرآن) إلى أن الصلب والترائب «كناية عن البدن كله».
تذهب هذه الرؤية إلى أن التعبير بالكناية ـ أو الاصطلاح ـ قد جاء لأن الناس لم يكونوا عارفين أو متهيئين لمعرفة حقائق التناسل والوراثة ، مما قد انكشفت عنه الحجب بعد ذلك آيات من الله تعالى للناس. فإذا كان الأمر كناية فلا بد من أنه ينحصر فى أشياء مما نعرفه الآن على وجه اليقين.
فى ضوء ذلك نجد أن كل خلية من خلايا جسم الإنسان تنمو ثم تشيخ ثم تموت ، وهى ـ من أجل البقاء ـ تتكاثر بالانقسام إلى خليتين اثنتين ، تحمل كل منهما العدد الأصلى من الكروموسومات ، أى ٢٣ زوجا منها ، وهذا يسمى بالانقسام الاعتيادى (الكروموسومات ـ أو الجسيمات الملونة أو الصبغيات) (شكل ٤). على أن هناك انقساما من نوع آخر ، لا يحدث إلا للخلايا الجنسية ، فى الخصيتين والمبيض ، وهو ما يسمى بالانقسام الاختزالى (شكل ٥) الذى ينتصف فيه عدد الكروموسومات الموجودة فى كل خلية ناتجة فيصبح ٢٣ كروموسوما فقط ؛ والغرض من ذلك طبعا هو التكاثر.
فعند اتحاد خلية للذكر من هذا النوع (نطفة الذكر) بأخرى للأنثى (نطفة الأنثى) تنتج خلية جديدة هى النطفة الأمشاج ، والتى تعود مرة أخرى فتحتوى على العدد الأصلى نفسه الموجود عند الإنسان من الكروموسومات وهو ٢٣ زوجا (١).
وعند الطفل الذكر تحتوى الخصية على خلايا نطفية ابتدائية (شكل ٦) تحتوى كل منها على ٤٦ كروموسوما مرتبة فى ٢٣ زوجا ، وكل زوج يتكون من كروموسومين متشابهين تماما فى شكليهما الخارجيين ، إلا الزوج الثالث والعشرين ، فإنه يتشابه فى النطفة الأنثى ويرمز له بالحرفين (XX) ، ولا يتشابه فى النطفة الذكر ، ويرمز له بحرفى (XY) وقد اصطلح على كتابة التركيب الذكرى للكروموسومات كما يلى (٦٤ XY) وللأنثى منه (٦٤ XX).
__________________
(١) فى هذه النقطة يقول د. أحمد شوقى إبراهيم : يبتدئ خلق الإنسان فى الدنيا نطفة فى رحم أمه ، وتحمل هذه النطقة عوامل الوراثة من كل من الأب والأم ، ففى كل من البويضة من الأم ، والحيوان المنوى فى الأب ، ثلاثة وعشرون كروموسوما تحمل عوامل الوراثة ويتحدان معا ، ويكونان النطفة التى تحمل ستة وأربعين كروموسوما تحمل عوامل الوراثة من الأب والأم.