وهكذا نجد أن اللفظ القرآنى «علقة» يبين هذا المعنى بوضوح طبقا لمظهر الجنين وملامحه فى هذه المرحلة.
وطبقا لمعنى (دم جامد أو غليظ) للفظ «العلقة» ، نجد أن المظهر الخارجى للجنين وأكياسه يتشابه مع الدم المتخثر الجامد الغليظ ، لأن القلب الأولى وكيس المشيمة ومجموعة الأوعية القلبية ، تظهر فى هذه المرحلة. (شكل ٣٠).
وتكون الدماء محبوسة فى الأوعية الدموية ولو كان الدم سائلا ، ولا يبدأ الدم فى الدوران حتى نهاية الأسبوع الثالث ، وبهذا يأخذ الجنين مظهر الدم الجامد أو الغليظ مع كونه دما رطبا.
وجميع هذه الملامح تندرج تحت المعنيين اللذين سبق ذكرهما" للعلقة" وهما (دم جامد) أو (دم رطب).
وعند ما نتحدث عن الفترات الزمنية ، فإننا نجد أن الجنين خلال مرحلة الانغراس يتحول من مرحلة النطفة ببطء ، إذ يستغرق نحو أسبوع منذ بداية الحرث (اليوم السادس) إلى مرحلة العلقة ، حتى يبدأ فى التعلق فى اليوم الرابع عشر أو اليوم الخامس عشر. ويستغرق بدء نمو الحبل الصرى حوالى عشرة أيام (اليوم السادس عشر) حتى يتخذ الجنين مظهر «العلقة». (شكل ٢٩).
ونلاحظ هنا أن حرف العطف (ثم) الوارد فى آيات القرآن الكريم يوفر دلالة واضحة على الفترة التى تتحول فيها «النطفة» إلى علقة ، حيث يدل هذا الحرف على انقضاء فترة زمنية حتى يتحقق التحول إلى المرحلة الجديدة. لأن حرف (ثم) يفيد الترتيب والتراخى.
ويتسع اسم «علقة» فيشمل وصف الهيئة العامة للجنين كدودة عالقة ، كما يشمل الأحداث الداخلية كتكون الدماء والأوعية المقفلة.
كما يدل لفظ «علقة» على تعلق الجنين بالمشيمة.
وهكذا نجد أن التعبير القرآنى «علقة» يعتبر وصفا متكاملا عن المرحلة الأولى من الطور الثانى لنمو الجنين ، ويغطى بكل دقة الملامح الأساسية الخارجية والداخلية.