على الحجم الصغير للجنين ؛ لأن جميع أجهزة الإنسان تتخلق فى مرحلة المضغة ولكن فى صورة «برعم». كذلك فإن المعنى الآخر للمضغة ، وهو (حجم ما يمكن مضغه) ، ينطبق على حجم الجنين فى نهاية هذه المرحلة (١ سم) وهذا تقريبا هو أصغر حجم لمادة يمكن أن تلوكها الأسنان.
أما المرحلة السابقة للعلقة فقد كان الحجم صغيرا (٥ ر ٣ ملم) طولا ، وهو حجم لا يتيسر مضغه. وينتهى طور «المضغة» بنهاية الأسبوع السادس.
ولا تتمايز الفلقات فى البداية ، ولكنها سرعان ما تتمايز إلى خلايا تتطور إلى أعضاء مختلفة ، وبعض هذه الأعضاء والأجهزة تتكون فى مرحلة المضغة ، والبعض الآخر فى مراحل لاحقة ، وهو ما تشير إليه ـ فى رأى البعض ـ الآية القرآنية الكريمة (ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ) [الحج : ٥]
ونتوقف هنا عند «النطفة غير المخلقة». معروف أن بطانة الرحم تنمو وتكتسب الأوعية الدموية اللازمة لتكون ملائمة للتغذية السليمة والنمو المطلوب للعلقة حتى تصبح «مضغة مخلقة». والمضغة غير المخلقة هى التى لم يتم نموها فى حالة طبيعية نتيجة لخلل فى تكوين النطفة الأمشاج أو لقصور فى التغييرات المطلوبة ونمو الغشاء المبطن للرحم ؛ فيعجز عن تقديم التغذية الكاملة للعلقة. وتكون النتيجة أن تفقد العلقة النمو السليم ، ويطردها الرحم ، فإذا حدث ذلك فى بداية الانغراس مجتها الأرحام دما ، وإذا حدث فى مرحلة متأخرة نوعا يقع الإجهاض. (شكل ٣١)