سورة آل عمران
مدنية ، وعدد آياتها ٢٠٠ آية
١ ـ (الم) : قد مر تفسيرها في سورة البقرة فلا نكرره.
٢ ـ (اللهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ...) مر تفسيرها أيضا في آية الكرسي ٢٥٥ من سورة البقرة.
٣ ـ (نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ ...) الظاهر أن المراد بالكتاب هو القرآن الكريم و (بِالْحَقِ) حال ، أي مقترنا بالحق ، إمّا ثابتا بلحاظ تنزيله أو بالصدق بلحاظ مضمونه. (مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ) أي لما قبله من كتب ورسل. (وَأَنْزَلَ التَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ مِنْ قَبْلُ) قبل إنزال القرآن وقد ذكرهما من باب ذكر الخاص بعد العام والأول كتاب موسى والثاني كتاب عيسى (ع).
٤ ـ (هُدىً لِلنَّاسِ) أي دلالة للناس. قيل عني به الكتب الثلاثة يهتدي أهل كل منها به. وقيل يرجع إلى القرآن. (وَأَنْزَلَ الْفُرْقانَ) أي ما يفرق بين الحق والباطل وهو جملة القرآن.
٤ ـ (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ اللهِ) من كتبه وحججه وبراهينه (لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ) بما جحدوا بعد تمامية الحجة عليهم (وَاللهُ عَزِيزٌ) غالب لا يقهر (ذُو انْتِقامٍ) يعاقب المجرم على جرمه.
٥ ـ (إِنَّ اللهَ لا يَخْفى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّماءِ). أي أنه عالم بجميع ما من شأنه أن يعلم به في جميع العوالم الممكنة ، التي عبر عنها بما في الأرض والسماء.
٦ ـ (هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ ...) هو الذي يخلق صوركم صانع بديع في صنعه ، قدير في تدبيره وتقديره. يصوركم (فِي الْأَرْحامِ) جمع رحم وأصله الرحمة وهو بيت الحبل في المرأة. (كَيْفَ يَشاءُ) أية صورة شاء من حيث الكم والكيف. (لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ...) لا إله غيره الغالب في سلطانه المتقن في أفعاله وصنعه.
٧ ـ (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ ...) تأكيد لكون القرآن منزلا من عنده سبحانه وبيان لكيفية هذا الإنزال. (مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ) أي أن دلالتها تكون على المعنى المراد منها من دون قرينة أو دلالة أخرى لوضوحه. (هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ) أي أصله. (وَأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ) ما لا يعلم المعنى المراد منها بظاهرها لالتباسه حتى يقترن به ما يدل عليه ولو بعرضه على المحكم. (فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ) أي انحراف عن الحق بجهل أو شك (فَيَتَّبِعُونَ ما تَشابَهَ مِنْهُ) يؤوّلون تلك الآيات تأويلا باطلا ينسجم مع أهوائهم (ابْتِغاءَ الْفِتْنَةِ) لإضلال الناس وخاصة السذّج منهم. (وَابْتِغاءَ تَأْوِيلِهِ) أي طلبا لتأويله على خلاف الحق وقيل لطلب منفعة دنيوية. (وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ) أي الثابتون المتقون فيه وهم أهل بيت النبوة (ع) (يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ) أي الراسخون يقولون صدقنا به (كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا) أي مجموع المحكم والمتشابه من عنده سبحانه (وَما يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُوا الْأَلْبابِ) أي ما يفكر بذلك ويؤمن به إلا أرباب العقول الصائبة.
٨ ـ (رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنا ...) أي لا تجعلها تنحرف عما هي عليه من الفطرة الأولى وذلك يتم بإدامة لطفك إذ هديتنا أصلا إلى صراطك ودينك. (وَهَبْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً) أي امنحنا من عندك رأفة تثبتنا على الحق (إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ) كثير العطاء.
٩ ـ (رَبَّنا إِنَّكَ جامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيهِ ...) يعني للحساب والجزاء في يوم لا مجال للشك فيه وهذا من جملة مقالة الراسخين في العلم. (إِنَّ اللهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعادَ) أي الوعد.