أما سورة الأنعام ففيها : (لَيْسَ لَها مِنْ دُونِ اللهِ وَلِيٌّ وَلا شَفِيعٌ وَإِنْ تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لا يُؤْخَذْ مِنْها) (٧٠) ثم وصلها بقوله : (قُلْ أَنَدْعُوا مِنْ دُونِ اللهِ ما لا يَنْفَعُنا وَلا يَضُرُّنا) (٧١) ، وفى يونس تقدمه قوله : (ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنا وَالَّذِينَ آمَنُوا كَذلِكَ حَقًّا عَلَيْنا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ) (١٠٣) ، ثم قال : (وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللهِ ما لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ) (١٠٦) ، وفى الأنبياء تقدم فى الكفار لإبراهيم فى المجادلة : (لَقَدْ عَلِمْتَ ما هؤُلاءِ يَنْطِقُونَ. قالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ ما لا يَنْفَعُكُمْ شَيْئاً وَلا يَضُرُّكُمْ) «٦٥ ، ٦٦» ، وفى الفرقان تقدمه قوله : (أَلَمْ تَرَ إِلى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَ) (٤٥). وعدّ نعما جمّة فى الآيات ، ثم قال : (يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ ما لا يَنْفَعُهُمْ وَلا يَضُرُّهُمْ) (٥٥). فتأمل فإنه برهان القرآن.
١٦١ ـ قوله : (وَخِيفَةً) (٢٠٥) ذكرت فى المتشابه وليست منه ، لأنها من الخوف. و (خفية) (١) من قوله تعالى : (تَدْعُونَهُ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً) من خفى الشيء إذا استتر.
سورة الأنفال
١٦٢ ـ قوله : (وَما جَعَلَهُ اللهُ إِلَّا بُشْرى) (١٠) ، وقوله : (وَمَنْ يُشاقِقِ اللهَ) (١٣) ، وقوله : (وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ) (٣٩) وقد سبق (٢).
__________________
(١) سورة الأنعام ، آية ٦٣. ووردت كذلك فى سورة الأعراف ، آية ٥٥ : (ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً).
ملحق :
(٢) لم يذكر المؤلف قوله تعالى فى الأنفال : (فَذُوقُوا الْعَذابَ بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ) [٣٥] ، وفى الأعراف : (بِما كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ) [٣٩] ، لأن ما فى الأعراف جاء بعد مناقشة بين أهل النار ، وادعاء كل فريق أن على غيره ضعف العذاب بما أضله ، يعنى على قدر اكتسابه من الإثم فناسب (تَكْسِبُونَ). أما الأنفال فما قبلها خاص بالكفار وصلاتهم عند البيت ، وهم كفار قريش ، وليس فيه ما يدل على زيادة كسب على كسب ، فجاء على الأصل (تَكْفُرُونَ). انظر : (درة التنزيل ص ١٨٨).