التنزيل ، وغرة التأويل» وقد أطال القول فيه ، وغمض مقصده ، وأغفل كثيرا من مواضيع التكرار ، وإلّا «درة التنزيل» للرازى وهو مطبوع بمصر مختصرا غير واف بالغرض ، وإلّا متفرقات هنا وهناك فى بطون الكتب ، أو جانب واحد من جوانب التكرار الكلى كالقصص ، أما جزئيات التكرار واستقصائها فى القرآن على الوجه الذى سلكه الكرمانى فى البرهان من الإيجاز والوضوح فلا نجده ، ولذلك يعتبر هذا الكتاب هو الأول من نوعه وبابه فى المكتبة الإسلامية ، وتلك أولى دلائل أهميته.
منهج الكتاب (١) :
لقد حدد الكرمانى منهجه فى كتابه حين قال :
«هذا كتاب أذكر فيه الآيات المتشابهات التى تكررت فى القرآن وألفاظها متفقة ، لكن وقع فى بعضها زيادة أو نقصان ، أو تقديم أو تأخير ، أو إبدال حرف مكان حرف ، أو غير ذلك مما يوجب اختلافا بين الآيتين أو الآيات التى تكررت من غير زيادة ولا نقصان ، وأبين ما السبب فى تكرارها ، والفائدة فى إعادتها ، وما الموجب للزيادة والنقصان ، والتقديم والتأخير والإبدال ، وما الحكمة فى تخصيص الآية بذلك دون الأخرى ، وهل كان يصلح ما فى هذه السورة مكان ما فى السورة التى تشاكلها أم لا؟ ليجرى ذلك مجرى علامات تزيل إشكالها وتمتاز بها عن إشكالها.
فقد يرد فى القرآن كثيرا أمثال قوله تعالى : (أَفَلَمْ يَسِيرُوا) ـ (أَوَلَمْ يَسِيرُوا) ـ (إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ـ إِلَى اللهِ مَرْجِعُكُمْ) ـ
__________________
(١) العنوان من عندنا للتوضيح (المراجع).