٤٦٨ ـ قوله : (وَإِنَّا عَلى آثارِهِمْ مُهْتَدُونَ) (٢٢) ، وبعده :(مُقْتَدُونَ) (٢٣). خص الأول بالاهتداء ، لأنه كلام العرب فى محاجتهم رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وادعائهم أن آباءهم كانوا مهتدين ، فنحن مهتدون ، ولهذا قال عقبه : (قالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدى) (٢٤) والثانية حكاية عمن كان قبلهم من الكفار ، وادعوا الاقتداء بالآباء دون الاهتداء ، فاقتضت كل آية ما ختمت به (١).
٤٦٩ ـ قوله : (وَإِنَّا إِلى رَبِّنا لَمُنْقَلِبُونَ) (١٤) ، وفى الشعراء :(إِلى رَبِّنا مُنْقَلِبُونَ) (٥٠) ، لأن ما فى هذه السورة عام لمن ركب سفينة أو دابة ، وقيل : معناه : إلى ربنا لمنقلبون على مركب آخر وهو الجنازة ، فحسن إدخال اللام على الخبر للعموم ، وما فى الشعراء كلام السحرة حين آمنوا ولم يكن فيه عموم.
٤٧٠ ـ قوله : (إِنَّ اللهَ هُوَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ) (٦٤) سبق (٢).
سورة الدّخان
٤٧١ ـ قوله تعالى : (إِنْ هِيَ إِلَّا مَوْتَتُنَا الْأُولى) (٣٥). مرفوع ، وفى الصافات منصوب ، ذكر فى المتشابه وليس منه ، لأن ما فى هذه السورة مبتدأ وخبر ، وما فى الصافات استثناء (٣).
٤٧٢ ـ قوله : (وَلَقَدِ اخْتَرْناهُمْ عَلى عِلْمٍ عَلَى الْعالَمِينَ) (٣٢) أى على علم منا. ولم يقل فى الجاثية ، وفضلناهم على علم ، بل قال :
__________________
(١) ومن دلائل وبراهين إعجاز القرآن من وجهة الدقة البالغة فى رعاية المعانى : أن من طبائع المترفين : التقليد الأعمى ، والخضوع لتقاليد المجتمعات ، والآية الثانية تترجم عن هذا المعنى :
(وَكَذلِكَ ما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قالَ مُتْرَفُوها إِنَّا وَجَدْنا آباءَنا عَلى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلى آثارِهِمْ مُقْتَدُونَ) [٢٣].
(٢) سبق فى سورة مريم.
(٣) ما فى الصافات هو قوله تعالى : (فَما نَحْنُ بِمَيِّتِينَ. إِلَّا مَوْتَتَنَا الْأُولى وَما نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ) [٥٨ ، ٥٩].