(ما) لدلالة ما قبله عليه ، وقيل : تقديره : أزواجا ثلاثة. فأصحاب الميمنة ، وأصحاب المشئمة ، والسابقون ، ثم ذكر عقيب كل واحد منهم تعظيما وتهويلا فقال : (ما أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ) (٨) و (ما أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ) (٩) و (السَّابِقُونَ) (١٠) أى : هم السابقون والكلام فيه.
٥٠١ ـ قوله تعالى : (أَفَرَأَيْتُمْ ما تُمْنُونَ) (٥٨) و (أَفَرَأَيْتُمْ ما تَحْرُثُونَ) (٦٣) و (أَفَرَأَيْتُمُ الْماءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ) (٦٨) و (أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ) (٧١) بدأ بذكر خلق الإنسان ، ثم (ذكر) (١) ، ما لا غنى له عنه وهو الحبّ الذى منه قوامه وقوته ، ثم الماء الذى منه سوغه وعجنه ، ثم النار التى منه نضجه وصلاحه ، وذكر عقيب كل ما يأتى عليه ويفسده.
فقال فى الأولى : (نَحْنُ قَدَّرْنا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ) (٦٠) ، وفى الثانية : (لَوْ نَشاءُ لَجَعَلْناهُ حُطاماً) (٦٥) ، و (فى) (٢) الثالثة :(لَوْ نَشاءُ جَعَلْناهُ أُجاجاً) (٧٠) ولم يقل فى الرابعة ما يفسدها ، بل قال : (نَحْنُ جَعَلْناها تَذْكِرَةً) (٧٣) يتعظون بها (وَمَتاعاً لِلْمُقْوِينَ) (٧٣) أى : المسافرين ينتفعون بها.
سورة الحديد
٥٠٢ ـ قوله تعالى : (سَبَّحَ لِلَّهِ) (١) ، وكذلك الحشر والصف ، ثم (يُسَبِّحُ) فى الجمعة (١) والتغابن (١) هذه الكلمة استأثر الله بها ، فبدأ بالمصدر فى بنى إسرائيل (الإسراء) ، لأنه الأصل ، ثم بالماضى لأنه أسبق الزمانين ، ثم بالمستقبل ، ثم بالأمر فى سورة الأعلى استيعابا لهذه الكلمة من جميع جهاتها (٣) ، وهى أربع : المصدر ، والماضى ، والمستقبل ، والأمر للمخاطب.
٥٠٣ ـ قوله : (ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) (١) ، وفى السور
__________________
(١) سقطت من أ.
(٢) سقطت من ب.
(٣) فى ب : أزمنتها.