وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكاثُرٌ فِي الْأَمْوالِ وَالْأَوْلادِ) (٢٠) (١).
سورة المجادلة
٥٠٩ ـ قوله تعالى : (الَّذِينَ يُظاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسائِهِمْ) (٢) ، وبعده : (وَالَّذِينَ يُظاهِرُونَ مِنْ نِسائِهِمْ) (٣) ، لأن الأول خطاب للعرب ، وكان طلاقهم فى الجاهلية الظّهار ، فقيّده بقوله : (مِنْكُمْ) ، وبقوله : (وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَراً مِنَ الْقَوْلِ وَزُوراً) (٢) ، ثم بين أحكام الظهار للناس عامة ، فعطف عليه فقال : (وَالَّذِينَ يُظاهِرُونَ مِنْ نِسائِهِمْ) فجاء فى كل آية ما اقتضاه معناه.
٥١٠ ـ قوله : (وَلِلْكافِرِينَ عَذابٌ أَلِيمٌ) (٤) ، وبعده :(وَلِلْكافِرِينَ عَذابٌ مُهِينٌ) (٥) ، لأن الأول : متصل بعده وهو الإيمان ، فتوعد على الكفر بالعذاب الأليم الذى هو جزاء الكافرين ، والثانى : متصل بقوله : (كُبِتُوا كَما كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) (٥) وهو الإذلال والإهانة ، فوصف العذاب بمثل ذلك فقال : (مُهِينٌ).
٥١١ ـ قوله : (جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَها فَبِئْسَ الْمَصِيرُ) (٨) بالفاء لما فيها من معنى التعقيب ، أى فبئس المصير ما صاروا إليه وهو جهنم (٢).
__________________
(١) ويجوز ألا يكون تكرارا ، لاتصال الأولى بالدنيا وخلقها ، فالمصيبة مصيبة الدنيا ، والثانية فى الآخرة بدليل قوله قبلها : (يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ) [٩] و (وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَحِيمِ) [١٠] ، فقوله : (بِإِذْنِ اللهِ) يجيز أن يعفو الله عمن يشاء ويعذب من باب الجواز العقلى.
وجه الاختصار فى الآية الثانية على الوجه الأول : أن ما قبلها مختصرة.
(٢) وفى الحديد : (مَأْواكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) [١٥] ، لأن ما فى الحديد تعداد لما حل بهم من آلام ولاية النار لهم ، ومصيرهم السيئ البئيس ولم يلاحظ تعقيبا ، بل هو إخبار عن أن النار لا تفديهم ، لأنها ولى لا يعتق من تحت ولايته وبئست الولاية.