وأهوالها ، فاقتضى الفاء للتعقيب ، والثانى متصل بالأول فأدخل الواو لأنه للجمع.
٥٣٣ ـ قوله : (وَما هُوَ بِقَوْلِ شاعِرٍ قَلِيلاً ما تُؤْمِنُونَ. وَلا بِقَوْلِ كاهِنٍ قَلِيلاً ما تَذَكَّرُونَ) «٤١ ، ٤٢». خص ذكر الشعر بقوله :(ما تُؤْمِنُونَ) لأن من قال : القرآن شعر ، ومحمد شاعر ، بعد ما علم اختلاف آيات القرآن فى الطول والقصر ، واختلاف حروف مقاطعه ، فلكفره وقلة إيمانه. فإن الشعر : كلام موزون مقفى.
وخص ذكر الكهانة بقوله : (ما تَذَكَّرُونَ) لأن من ذهب إلى أن القرآن كهانة ، وأن محمدا كاهن ، فهو ذاهل عن كلام الكهان ، فإنه أسجاع لا معانى تحتها ، وأوضاع تنبو الطباع عنها ، ولا يكون فى كلامهم ذكر الله تعالى.
سورة المعارج
٥٣٤ ـ قوله : (إِلَّا الْمُصَلِّينَ) (٢٢). وعقيبه ذكر الخصال المذكورة أول سورة المؤمنون (١). وزاد فيها : (وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهاداتِهِمْ قائِمُونَ) (٣٣) ، لأنه وقع عقيب قوله : (لِأَماناتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ راعُونَ) (٣٢) ، وإقامة الشهادة أمانة يؤديها إذا احتاج إليها صاحبها لإحياء حق ، فهى إذن من جملة الأمانة.
وقد ذكرت الأمانة فى سورة المؤمنون (٢) ، وخصت هذه السورة بزيادة بيانها ، كما خصت بإعادة ذكر الصلاة حيث قال : (وَالَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ يُحافِظُونَ) (٣٤) ، بعد قوله : (إِلَّا الْمُصَلِّينَ *
__________________
(١) أى بداية من قوله تعالى : (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ. الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ ...) إلى قوله تعالى : (... أُولئِكَ هُمُ الْوارِثُونَ).
(٢) فى قوله : (وَالَّذِينَ هُمْ لِأَماناتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ راعُونَ).