سورة القيمة
٥٤١ ـ قوله : (لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيامَةِ) (١) ، ثم أعاد فقال :(وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ) (٢). فيه ثلاث أقوال (١) : أحدها :أنه سبحانه أقسم بهما ، والثانى : لم يقسم بهما ، والثالث : أقسم بيوم القيامة ولم يقسم بالنفس اللوامة ، وقد سبق بيانه فى التفسير (٢).
٥٤٢ ـ قوله : (وَخَسَفَ الْقَمَرُ) (٨). وكرر فى الآية الثانية :(وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ) (٩) ، لأن الأول عبارة عن بياض العين (٣) ، بدليل قوله : (فَإِذا بَرِقَ الْبَصَرُ) (٤) (٧) ، وفيه قول ثان ، وهو قول الجمهور : إنهما بمعنى واحد ، وجاز تكراره لأنه أخبر عنه بغير الخبر الأول.
وقيل : الثانى واقع موقع الكناية كقوله : (قَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها وَتَشْتَكِي إِلَى اللهِ وَاللهُ يَسْمَعُ تَحاوُرَكُما إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ) «٥٨ : ١» فصرح تعظيما وتفخيما وتيمنا.
قلت : ويحتمل أن يقال : أراد بالأول الشمس قياسا على القمرين ، ولهذا ذكر فقال : (وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ). أى : جمع القمران ، فإن التثنية أخت العطف ، وهى دقيقة.
٥٤٣ ـ قوله : (أَوْلى لَكَ فَأَوْلى) «٣٤ ، ٣٥» كررها مرتين ، بل كررها أربع مرات ، فإن قوله : (أَوْلى) تام فى الذم ، بدليل قوله :(فَأَوْلى لَهُمْ) «٤٧ : ٢٠». فإن جمهور المفسرين : ذهبوا إلى أنه للتهديد ، وإنما كررها ، لأن المعنى : أولى لك الموت ، فأولى لك العذاب
__________________
(١) فى الأصول : ثلاث أقوال.
(٢) درج المؤلف على الإحالة على تفسيره ، ولا يوجد كاملا فيما نعلمه من مخطوطات إلى الآن.
(٣) لم نجد هذا المعنى فيما لدينا من كتب التفسير.
(٤) برق البصر : فزع ودهش.