فى القبر ، ثم أولى لك أهوال القيامة ، وأولى لك عذاب النار. نعوذ بالله منها.
سورة الإنسان
٥٤٤ ـ قوله : (وَيُطافُ عَلَيْهِمْ) (١٥) ، وبعده : (وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ) (١٩) ، إنما ذكر الأول بلفظ المجهول ، لأن المقصود ما يطاف به لا الطائفون ، ولهذا قال : (بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ) (١٥) ، ثم ذكر الطائفين فقال : (وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدانٌ مُخَلَّدُونَ) (١٩).
٥٤٥ ـ قوله : (مِزاجُها كافُوراً) (٥) ، وبعدها : (زَنْجَبِيلاً) (١٧) و (سَلْسَبِيلاً) (١٨) ، لأن الثانية غير الأولى ، وقيل : كافورا اسم علم لذلك الماء ، واسم الثانى : زنجبيل ، وقيل : سلسبيلا (١) ، قال ابن المبارك : سل من الله إليه سلسبيلا (٢).
ويجوز أن يكون اسمها زنجبيلا ، ثم ابتدأ فقال : سل سبيلا. ويجوز أن يكون اسمها هذه الجملة كقولهم : «تأبط شرّا» و «برق نحره» ، ويجوز أن يكون معنى (تسمى) : تذكر ، ثم قال الله : سل سبيلا ، واتصاله فى المصحف لا يمنع هذا التأويل لكثرة أمثاله فيه.
سورة المرسلات
٥٤٦ ـ قوله : (وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ) مكرر عشرات مرات (٣) ، لأن كل واحد منها ذكرت عقيب آية غير الأولى ، فلا يكون تكرارا مستهجنا ، ولو لم يكرر كان متوعدا على بعض دون بعض.
__________________
(١) قال ابن الأعرابى والزجاج : «لم أسمع السلسبيل إلا فى القرآن ، وهو ما كان من الشراب غاية فى السلاسة». (البحر المحيط ٨ / ٣٩٢).
(٢) لم يورد السيوطى فى الدر ، ولا أبو حيان فى البحر ، ولا الزمخشرى فى الكشاف هذا المعنى.
(٣) هى فى الآيات : [١٥ ، ١٩ ، ٢٤ ، ٢٨ ، ٣٤ ، ٣٧ ، ٤٠ ، ٤٥ ، ٤٧ ، ٤٩].