وقيل : إن من عادة العرب التكرار والإطناب ، كما فى عادتهم الاقتصار والإيجاز ، ولأن بسط الكلام فى الترغيب والترهيب أدعى إلّا إدراك البغية من الإيجاز.
سورة النّبإ
٥٤٧ ـ قوله : (كَلَّا سَيَعْلَمُونَ. ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ) «٤ ، ٥». قيل : التكرار للتأكد ، وقيل : الأول للكفار ، والثانى للمؤمنين ، وقيل : الأول عند النزع ، والثانى فى القيامة ، وقيل : الأول ردع عن الاختلاف ، والثانى عن الكفر (١).
٥٤٨ ـ قوله : (جَزاءً وِفاقاً) (٢٦) ، وبعده : (جَزاءً مِنْ رَبِّكَ عَطاءً حِساباً) (٣٦) ، لأن الأول للكفار ، وقد قال الله تعالى : (وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها). فيكون جزاؤهم على وفق أعمالهم ، والثانى للمؤمنين وجزائهم جزاء وافيا كافيا ، فلهذا قال : (حِساباً) (٣٦) أى : كافيا ، ومن قولك : حسبى وكفانى.
سورة النّازعات
٥٤٩ ـ قوله : (فَإِذا جاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرى) (٣٤) ، وفى غيرها : (الصَّاخَّةُ) «٨٠ : ٣٣» ، لأن الطامة مشتقة من : طممت البئر ، إذا كسبتها ، وسميت القيامة طامة ، لأنها تكبس كل شىء وتكسره ، وسميت الصاخة ، والصاخة من الصخ : الصوت الشديد ، لأنه بشدة صوتها يجثو لها الناس ، كما يتنبه النائم بالصوت الشديد.
__________________
(١) ويجوز أن تكون الأولى لما ينالهم من هزيمة على أيدى المؤمنين ، والثانية لما ينالهم من عذاب الآخرة. ويؤيد هذا أن السورة مكية ، وقرب ما ينالونه من هزيمة ملحوظ ، وكذلك استعمال ثم الدالة على التراخى وتوالى الهزائم. ولم تستعمل سوف للدلالة على أنه قريب بالنسبة له تعالى.