وخصت النازعات بالطامة ، لأن الطم قبل الصخ ، والفزع قبل الصوت فكانت هى السابقة ، وخصت عبس بالصاخة لأنها بعدها وهى اللاحقة (١).
سورة التّكوير
٥٥٠ ـ قوله : (وَإِذَا الْبِحارُ سُجِّرَتْ) (٦) ، وفى الانفطار :(وَإِذَا الْبِحارُ فُجِّرَتْ) (٣) ، لأن معنى سجرت عند أكثر المفسرين : أوقدت فصارت نارا ، من قولهم : سجرت التنور ، وقيل : هى بحار جهنم تملأ حميما فيعاقب بها أهل النار ، فخصت هذه السورة بسجرت موافقة لقوله : (سُعِّرَتْ) (١٢) ليقع الوعيد بتسعير النار وتسجير البحار.
وفى الانفطار وافق قوله : (وَإِذَا الْكَواكِبُ انْتَثَرَتْ) (٢) ، أى : تساقطت (وَإِذَا الْبِحارُ فُجِّرَتْ) (٣) ، أى : سالت مياهها (٢) ففاضت على وجه الأرض و (وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ) (٤) ، قلبت وأثيرت ، وهذه الأشياء كلها زايلت أماكنها ، فلاقت كل واحدة قرائنها (٣).
٥٥١ ـ قوله : (عَلِمَتْ نَفْسٌ ما أَحْضَرَتْ) (١٤) ، وفى الانفطار : (ما قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ) (٥) ، لأن ما فى السورة متصل بقوله : (وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ) (١٠) فقرأها أربابها ، فعلموا (٤) ما أحضرت ، وفى الانفطار متصل بقوله : (وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ) (٤) ، والقبور كانت فى الدنيا ، فيذكرون ما قدموا فى الدنيا وما أخروا فى العقبى (٥) ، فكل خاتمة لائقة بمكانها ، وهذه السورة من أولها شرط وجزاء ، وقسم وجواب.
__________________
(١) لم يذكر المؤلف سورة عبس ، ولعله اكتفى بما ذكره عنها فى آخر سورة النازعات.
(٢) فى أ : مائها.
(٣) فى ب : قراءتها. تحريف.
(٤) فى ب : فعلمت.
(٥) فى ب : فتتذكر ما قدمت فى الدنيا وما أخرت فى العقبى.