والابتداء بما بعده ، والثانى : أنه يجرى مجرى القسم ومعناه (١).
٥٧٥ ـ قوله : (سَوْفَ تَعْلَمُونَ) (٣) ، وبعده : (سَوْفَ تَعْلَمُونَ) (٤) تكرار للتأكيد عند بعضهم ، وعند بعضهم هما فى وقتين : القبر والقيامة ، فلا يكون تكرارا ، وكذلك قول من قال : الأول للكفار والثانى للمؤمنين (٢).
٥٧٦ ـ قوله : (لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ. ثُمَّ لَتَرَوُنَّها) «٥ ، ٦» تأكيد أيضا : وقيل : الأول قبل الدخول ، والثانى بعد الدخول. ولهذا قال بعده : (عَيْنَ الْيَقِينِ) (٥) أى : عيانا لستم عنها بغائبين ، وقيل : الأول من رؤية القلب ، والثانى من رؤية العين (٣).
سورة العصر
٥٧٧ ـ قوله : (وَالْعَصْرِ. إِنَّ الْإِنْسانَ) «١ ، ٢». إنه أبو جهل ، (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا) : أبو بكر ، (وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) : عمر ، (وَتَواصَوْا بِالْحَقِ) : عثمان ، (وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ) : على رضى الله عن الخلفاء الأربع ، ولعن أبا جهل.
٥٧٨ ـ قوله : (وَتَواصَوْا بِالْحَقِّ وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ) (٣). كرر لاختلاف المفعولين. وهما : بالحق ، وبالصبر ، وقيل : لاختلاف
__________________
(١) ونزيد على ما ذكره المؤلف : أن الردع متوجه على التكاثر فى الدنيا بالمال والجاه ، ثم التكاثر فى المقابر والفخر بها. فكانت (كَلَّا). الأولى ردعا فى الدنيا بما ينال المتكاثرين من عقوبات مرتبة على الترف سجلها القرآن. والثانية فى الآخرة ، ولذلك اقترنت بحرف التراخى (ثُمَ) حيث لا ينفع مال ولا بنون.
(٢) ليس كذلك ، بل الخطاب فيهما للمتكاثرين بالمال والجاه والأجداد.
(٣) فى الأصول : الأول من رؤية العين ، والثانى من رؤية القلب ، ولعله تحريف من النساخ أفسد المعنى ، بدليل قوله تعالى قبله : (لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ. لَتَرَوُنَ) فالخطاب هنا فى الدنيا ، وعلم اليقين هو : رؤية ما ليس مشهودا من الأمور الغيبية وكأنه مشاهد محسوس. وجاء بعدها (ثُمَ) الدالة على التراخى ، وقال : (لَتَرَوُنَّها عَيْنَ الْيَقِينِ) أى مشاهدة محسوسة بالعين يوم القيامة. وهذا أيضا دليل على ما قلنا فى السورة.