تقديم الكتاب
القرآن والكتب السماوية :
لقد سمى الله تعالى كتابه الكريم بأسماء كلها تشير إلى عظمته وأهميته فى بناء شخصية الإنسان المسلم ، واستحكام أركان المجتمع الإسلامى المكلف بالزحف على الأرض لإعلاء راية القرآن.
لقد سمّاه الله تعالى : نورا ، وهدى ، وشفاء لما فى الصدور ، ومهيمنا على كل الكتب والشرائع ، ووصفه بأنه حق ، ومحكم الآيات ، وألزم العالم كله بالخضوع لأحكامه ، وقرّر (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ) (١) ، وتحدى الإنس والجن أن يأتوا بمثله ، وكان له شأن بالغ فى الدعوة الإسلامية على عهد النبى صلىاللهعليهوسلم حتى فزع أساطين الفصاحة والبلاغة من كفار قريش حينما ظهرت فاعليته فى جذب عيونهم وسراتهم إلى دائرة الإسلام الحنيف ، فقالوا لأتباعهم : (لا تَسْمَعُوا لِهذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ) (٢).
من أجل هذا وغيره مما خص به أهل القرآن من فضل أهاب الله بالمسلمين أن يتدبروه فقال : (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ) (٣)؟ وأن يجعلوه مادة عبادتهم ومناجاتهم لبارئهم فقال : (فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ) (٤) ، وقال : (وَرَتِّلِ
__________________
(١) سورة المائدة : ٤٤.
(٢) سورة فصلت : ٢٦.
(٣) سورة النساء : ٨٢.
(٤) سورة المزمل : ٢٠.