فأتوا بسورة من إنسان مثله ، وقيل : يعود إلى الأنداد (١) وهو ضعيف. لأن الأنداد جماعة ، والهاء لفرد. وقيل : مثله : التوراة ، والهاء تعود إلى القرآن. والمعنى : فأتوا بسورة من التوراة التى هى مثل القرآن ليعلموا وفاقهما. (وهو) خطاب لليهود.
١٠ ـ قوله : (فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبى وَاسْتَكْبَرَ) «٢ : ٣٤» ذكر هذه الخلال فى هذه السورة جملة ، ثم ذكرها فى سائر السور مفصلا ، فقال فى الأعراف (٢) : (إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ) (١١). وفى سبحان (الإسراء) (٣) : (إِلَّا إِبْلِيسَ قالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِيناً) (٦١). وفى الكهف : (إِلَّا إِبْلِيسَ كانَ مِنَ الْجِنِ) (٤) (٥٠). وفى طه : (إِلَّا إِبْلِيسَ أَبى) (١١). وفى ص : (إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكانَ مِنَ الْكافِرِينَ) (٧٤) (٥).
١١ ـ قوله : (اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلا) (٣٥) بالواو. وفى الأعراف : (فَكُلا) (١٩) بالفاء. (اسْكُنْ) فى الآيتين ليس بأمر بالسكون الذى هو ضد الحركة ، وإنما الذى فى البقرة من السكون الذى معناه الإقامة (وذلك يستدعى زمانا ممتدا) فلم يصح إلّا بالواو ، لأن المعنى : اجمع بين الإقامة فيها والأكل من ثمارها. ولو كان الفاء مكان الواو لوجب تأخير الأكل إلى الفراغ من الإقامة ، لأن الفاء للتعقيب والترتيب. والذى فى الأعراف من السكنى الذى معناها : اتخاذ الموضع مسكنا ، لأن الله تعالى أخرج إبليس من الجنة بقوله :
__________________
(١) الأنداد فى قوله تعالى : (فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْداداً) آية ٢٢ من نفس السورة. والأنداد : النظراء والشركاء. (المراجع)
(٢) فى أ ، ب : فى الفرقان ، والآية فى الأعراف كما أثبتناه وليست فى الفرقان.
(٣) إضافات من المراجع.
(٤) الآية : (إِلَّا إِبْلِيسَ كانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ ...) [الكهف : ٥٠].
(٥) لم يذكر المؤلف علّة الإجمال والتفصيل. وأقول : إن هذه قضية تتعلق بالعقيدة ، وكل ما كان من أصول العقيدة فى القرآن بدئ فيه بالكلى ، ثم بالجزئيات ، إلزاما لصيانة الاعتقاد. وكل ما هو من أصول التشريع جاء تدريجيا ، من الجزئى إلى الكلى.