(قدم لفظ) (١) المغفرة رحمة منه تعالى ، وترغيبا للعباد فى المسارعة إلى موجبات (٢) المغفرة (جعلنا الله تعالى منهم بمنّه وكرمه) (٣).
سورة آل عمران
٥١ ـ قوله تعالى : (إِنَّكَ جامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعادَ) (٩) أول السورة ، وفى آخرها : (إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعادَ) (١٩٤) ، فعدل من الخطاب إلى لفظ الغيبة فى أول السورة ، واستمر على الخطاب فى آخرها ، لأن ما فى أول السورة لا يتصل بالكلام الأول كاتصال ما فى آخرها ، فإن اتصال قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعادَ) (٩) بقوله : (إِنَّكَ جامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيهِ) (٩) معنوى ، واتصال قوله : (إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعادَ) (١٩٤) بقوله : (رَبَّنا وَآتِنا ما وَعَدْتَنا) (١٩٤) لفظى ومعنوى جميعا لتقدم لفظ الوعد ، (ولا يجوز أن يكون الأول استئنافا) (٣) ، والآخر من تمام الكلام (٤).
٥٢ ـ قوله : (كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآياتِنا فَأَخَذَهُمُ اللهُ) (١١) ، كان القياس : فأخذناهم ولكن لما عدل فى الآية الأولى إلى قوله : (إِنَّ اللهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعادَ) (٩) عدل فى هذه الآية أيضا ، لتكون الآيات على منهج واحد.
٥٣ ـ قوله : (شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ) (١٨) ، ثمّ كرّر فى هذه الآية فقال : (لا إِلهَ إِلَّا هُوَ) ، لأن الأول جرى مجرى الشهادة وأعاده ليجرى الثانى مجرى الحكم بصحة ما شهد به الشهود.
__________________
(١) سقطت من أ.
(٢) فى أ : إلى مرضاته والمغفرة.
(٣) ما بين الحاصرين سقط من ب.
(٤) لأن جمع الناس ليوم لا ريب فيه يقتضى تنفيذ المواعيد.