٥٤ ـ قوله : (وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ) (٢٨) ، كرّره مرتين (١) لأنه وعيد عطف عليه وعيد آخر فى الآية الأولى ، فإن قوله : (وَإِلَى اللهِ الْمَصِيرُ) معناه : مصيركم إلى الله ، والعذاب معدّ لديه فاستدركه (٢) فى الآية الثانية بوعد ، وهو قوله تعالى : (وَاللهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ) (٣٠) والرأفة أشد من الرحمة. وقيل : من رأفته تحذيره.
٥٥ ـ قوله : (قالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عاقِرٌ) (٤٠). قدّم فى هذه السورة ذكر الكبر ، وأخّر ذكر المرأة. وقال فى سورة مريم : (وَكانَتِ امْرَأَتِي عاقِراً وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا) (٨) فقدم ذكر المرأة ، لأن فى مريم قد تقدم ذكر الكبر فى قوله : (وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي) (٤) وتأخر ذكر المرأة فى قوله : (وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوالِيَ مِنْ وَرائِي وَكانَتِ امْرَأَتِي عاقِراً) (٥) ثم أعاد ذكرها فأخّر ذكر الكبر ليوافق (عِتِيًّا) ما بعده من الآيات وهى : (سَوِيًّا (١٠)) و (عَشِيًّا (١١)) و (صَبِيًّا (١٢)) (٣).
٥٦ ـ قوله : (قالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ) (٤٧). وفى مريم : (قالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ) (٢٠) ، لأن فى هذه السورة تقدم ذكر المسيح ، وهو ولدها (٤) ، وفى مريم ذكر الغلام ، حيث قال : (لِأَهَبَ لَكِ غُلاماً زَكِيًّا) (١٩).
٥٧ ـ قوله : (فَأَنْفُخُ فِيهِ) (٤٩). وفى المائدة : (فَتَنْفُخُ فِيها) (١١٠). قيل : الضمير فى هذه السورة يعود إلى الطير. وقيل :
__________________
(١) المرة الثانية قوله تعالى : (وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ وَاللهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ) [٣٠].
(٢) فى أ : فاستدرك.
(٣) فى أ ، ب : عتيّا ، وصليا ، وليس كذلك ما بعد (عِتِيًّا) ويلاحظ أن المؤلف ترك (شيئا ـ ٩).
(٤) وذلك فى قوله تعالى : (إِذْ قالَتِ الْمَلائِكَةُ يا مَرْيَمُ إِنَّ اللهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ) [٤٥].