فكلمة الولي في هذه الآية جاءت بمعنى المعبود ، فالمعبود للمؤمنين هو الله عزوجل ، ومعبود الكفّار هم الطواغيت والشياطين والأهواء النفسانية.
٣ ـ وجاءت هذه الكلمة في القرآن الكريم بمعنى الهادي والمرشد أيضاً كما نقرأ في آية ١٧ من سورة الكهف :
(وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِداً)
فنرى في هذه الآية الشريفة أنّ كلمة «ولي» جاءت بمعنى الهادي والمرشد.
٤ ـ وقد وردت هذه الكلمة في كثير من الآيات الشريفة بمعنى القيّم وصاحب الاختيار كما في الآيات التالية :
ألف) نقرأ في الآية الشريفة ٢٨ من سورة الشورى قوله تعالى :
(وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ ما قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ)
ب) ونقرأ الآية ٣٣ من سورة الإسراء في حديثها عن الولاية التشريعية :
(وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنا لِوَلِيِّهِ سُلْطاناً)
فالولي في هذه الآية جاء بمعنى القيّم وصاحب الاختيار لأن حقّ القصاص لم يرد في الشريعة لصديق المقتول بل لوارثه ووليه.
ج) ونقرأ في أطول آية من آيات القرآن الكريم وهي الآية ٢٨٢ من سورة البقرة وهي تتحدث عن كتابة وثيقة الدين والقرض (١) وتقول :
(فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ)
أي أن من كان الحقّ في ذمته ولا يستطيع أن يملل على الكاتب فيجب أن يملل وليه نيابة عنه مع رعاية العدالة ، ففي هذه الآية الشريفة وردت هذه الكلمة بمعنى القيّم وصاحب الاختيار.
د) ونقرأ في الآية ٣٤ من سورة الأنفال قوله تعالى :
__________________
(١) بالرغم من أن أطول آية في القرآن تتحدّث عن كتابة وثيقة الدين والقرض ولكن المؤسف أن هذا الحكم الإسلامي قد أصبح مهجوراً بين المسلمين وكانت النتيجة هي تورطهم بمشكلات كثيرة وبلايا جمّة بسبب تركهم لهذا الحكم الشرعي.