٤١. «مثلي ومثل الساعة كفرسي رهان ، مثلي ومثل الساعة كمثل رجل بعثهقوم طليعة ، فلمّا خشي أن يسبق ألاح بثويبه : أُتيتم أُتيتُم ، أنا ذاك ، أنا ذاك».
٤٢. «مثلي ومثلكم كمثل رجل أوقد ناراً ، فجعل الفراش والجنادب يقعن فيها وهو يذُبّهنّ عنها ، وأنا آخذ بحجزكم عن النار ، وأنتم تفلتون من يدي». (١)
الخامس عشر : الأمثال العلوية
كان أمير المؤمنين عليهالسلام مشرع الفصاحة وموردها ، ومنشأ البلاغة ومولدها ، ومنه عليهالسلام ظهر مكنونها ، وعنه أخذت قوانينها ، وعلى أمثلته حذا كل قائل خطيب ، وبكلامه استعان كل واعظ بليغ ، وعلى كلامه مسحة من العلم الإلهي ، وفيه عبقة من الكلام النبوي.
فقد قام غير واحد من رواد الفصاحة والبلاغة بجمع شوارد كلامه ، وكلمه القصار والطوال ، فنافت على اثني عشر ألف كلمة ، وفيما جمعه عبد الواحد الآمدي (المتوفّى حدود ٥٥٠ ه) في كتابه «غرر الحكم ودرر الكلم» غنى وكفاية لطلّاب الحق ولذلك نطوي عنها كشحاً.
وأمّا التمثيل في كلمات سائر الأئمة الاثني عشر فحدّث عنه ولا حرج ، وقد شمّر المحقّق الغرويّ عن ساعد الجدّ فألّف موسوعات في هذا المضمار ، شكر الله مساعيه الجميلة.
__________________
(١) الجامع الصغير : ٢ / ٥٢٧ ـ ٥٣٤.