أولا : ترجمة صاحب التفسير (١)
١ ـ اسمه ونسبه :
هو العلامة المفسّر قاضي القضاة ، ناصر الدين ، أبو الخير (وقيل أبو سعيد) عبد الله بن عمر بن علي البيضاوي الشيرازي ، الشافعي ـ بفتح الباء المنقوطة بواحدة وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفتح الضاد المعجمة وفي آخرها الواو ـ هذه النسبة إلى بيضاء وهي بلدة من بلاد فارس. لم تذكر المصادر سنة ولادته.
٢ ـ نبوغه :
قال السيوطي في «بغية الوعاة» : كان إماما علّامة ، عارفا بالفقه والأصلين والعربية. والمنطق ، نظّارا صالحا ، متعبّدا ، شافعيّا
وقال ابن قاضي شهبة في «طبقاته» : «صاحب المصنفات ، وعالم أذربيجان ، وشيخ تلك الناحية».
قال السبكي في «طبقاته الكبرى» :
ولي قضاء القضاء بشيراز ، ودخل تبريز ، وناظر بها ، وصادف دخوله إليها مجلس درس قد عقد بها لبعض الفضلاء ، فجلس القاضي ناصر الدين في أخريات القوم ، بحيث لم يعلم به أحد ، فذكر المدرّس نكتة زعم أن أحدا من الحاضرين لا يقدر على جوابها ، وطلب من القوم حلّها ، والجواب عنها ، فإن لم يقدروا فالحلّ فقط ، فإن لم يقدروا فإعادتها.
فلما انتهى من ذكرها ، شرع القاضي ناصر الدين في الجواب ، فقال له : لا أسمع حتى أعلم أنك فهمتها. فخيّره بين إعادتها ، بلفظها أو معناها ، فبهت المدرّس ، وقال : أعدها بلفظها. فأعادها.
ثم حلّها وبيّن أن في تركيبه إيّاها خللا ، ثم أجاب عنها ، وقابلها في الحال بمثلها ، ودعا المدرّس إلى حلّها ، فتعذّر عليه ذلك ، فأقامه الوزير من مجلسه ، وأدناه إلى جانبه ، وسأله من أنت؟ فأخبره أنه البيضاويّ ، وأنه جاء في طلب القضاء بشيراز ، فأكرمه ، وخلع عليه في يومه ، وردّه وقد قضى حاجته.
وأهمله الذهبي ولم يذكره في «العبر» كما قال ابن شهبة.
٣ ـ ثناء العلماء عليه :
قال السبكي : «كان إماما مبرزا نظارا خيرا ، صالحا متعبدا».
__________________
(١) «البداية والنهاية» لابن كثير (١٣ / ٣٠٩) ، و«الفهرس التمهيدي» الصفحة (٢٠٥) و(٥٦١) ، وبروكلمان «دائرة المعارف الإسلامية» (٤ / ٤١٨) ، و«بغية الوعاة» للسيوطي (٢ / ٥٠ ـ ٥١) ترجمة رقم (١٤٠٦) ، و«نزهة الجليس ومنية الأديب النفيس» للموسوي (٢ / ٨٧) ، و«مفتاح السعادة» لطاش كبرى زاده (١ / ٤٣٦) ، و«طبقات الشافعية الكبرى» للسبكي (٨ / ١٥٧) بتحقيق الحلو ، ترجمة رقم (١١٥٣) و«طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة (٢ / ٢٨) ترجمة (٤٦٩) بتحقيق عبد العليم خان ، و«طبقات الشافعية» للإسنوي (١ / ١٣٦) ترجمة (٢٦٠) ، و«شذرات الذهب» لابن العماد (٥ / ٣٩٢ ـ ٣٩٣) ، و«مرآة الجنان» لليافعي (٤ / ٢٢٠) ، و«إيضاح المكنون» (٢ / ٥٦٩) ، و«هدية العارفين» للبغدادي (١ / ٤٦٢ ، ٤٦٣) و«كشف الظنون» لحاجي خليفة الصفحة (١٨٦ ، ١٠٣٢ ، ١١١٦ ، ١١٩٢ ، ١٢٧٣ ، ١٤٨١ ، ١٥٤٦ ، ١٦٩٨ ، ١٧٠٤ ، ١٧٠٥ ، ١٨٥٤ ، ١٨٥٨ ، ١٨٧٨) ، و«طبقات المفسرين» للداوودي الصفحة (١٠٢ ـ ١٠٣) ، و«معجم المؤلفين» لكحالة (٦ / ٩٧) ، و«الأعلام» للزركلي (٤ / ١١٠).