الايام هناك كان قد فرش سجادة قرب قنال هو مع مرافقيه ، وقد شاهد المرافقون انذاك أنَّ السيد قد غاص في التفكير كثيراً فسألوه عن علة ذلك فأجاب : (كنت افكر في أنَّه هل كان لي عمل خالص لوجه الله وابتغاء مرضاته من دون أنْ يشوبه شائبة ام لم يكن؟).
فقالوا له : مولانا! الحمد لله ، إنّ لك خدمات كثيرة قدمتها للحوزة العلمية والمسلمين ، (١) فلا مجال للقلق. فهز السيد رأسه وقرأ الحديث «إخلص العمل فإنَّ الناقد بصير». (٢)
الناقد هو الذي يميز السكك الخالصة عن المزورة ، إنَّ نسبة التزوير إذا كانت كبيرة فقد يستطيع الناس عموماً تشخيصها أمّا إذا كانت نسبة الغش والتزوير قليلة جداً فذلك أمر لا يشخصه الا الناقد. وحسب هذه الرواية ، فإنَّ الله هو الناقد لنوايا الإنسان ويمكنه تشخيص الخالص عن غيره ، فهو بصير وعليم ويشخص حتى اقل مقدار من الغش وعدم الخلوص.
وعلى هذا ، ما علينا إلَّا أنْ نسعى بأنْ لا يكون أي جزء ولو بسيط من عدم الخلوص في اعمالنا واقوالنا وافكارنا ، وذلك لاجل التقرب إلى الله تعالى.
آداب الانفاق
ندرس هنا بعض آداب الانفاق واصوله :
١ ـ الإنفاق ممَّا تحبون
إذا انفق شخص ما كان لديه من اغذية زائدة وألبسة رثة فلا اشكال في ذلك وهذا اقل مرتبة للانفاق وادنى حد له ، إلَّا أنَّ على الإنسان أن ينفق ما يحب لاجل بلوغ اعلى مراتب
__________________
(١) حقاً ان خدمات السيد جبارة ، وهي من قبيل : احياء الحوزة العلمية الشيعية وبناء ما يقرب من الف مسجد وترميم ابنية دينية واعادة طبع كتب قديمة قيمة كانت قد نسيت ومبادرته الذكية في ارسال مبعوث عنه إلى جامعة الازهر في مصر واعلام هذا المركز اثر ذلك عن أنَّ التشيع مذهب كبقية المذاهب الاسلامية وأنَّ المسلمين يمكنهم التمسك به والعمل حسب تعاليمه وخدمات مهمة وكثيرة أخرى.
(٢) بحار الانوار ١٣ : ٤٣٢.