الاستدلال على وجود الاحباط والتكفير
رغم أنَّ بعض العلماء المسلمين لا يعتقد بالاحباط والتكفير ولا يرى تأثيراً لاحدهما على الاخر أي أنَّ الأعمال الحسنة لا تؤثر على السيئة والسيئة لا تؤثر على الحسنة ، لكن القرآن يصرح في بعض الآيات بالاحباط والتكفير.
ونختار من ذلك بعض النماذج :
الف ـ يقول الله في الآية ١١٤ من سورة هود : (وَأَقِمِ الصَّلوةَ طَرَفَي النَّهَارِ وَزُلْفاً مِنَ اللَّيْلِ إنَّ الحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلك ذِكْرَى للذّاكِرِينَ)
باء ـ يتحدث القرآن المجيد عن الاحباط في الآية ٥ من سورة المائدة : (وَمَن يَكْفُرْ بِالإيمَان فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَة مِنَ الْخَاسِرِينَ) (١)
وعلى هذا ، فأصل الإحباط والتكفير قد بُيِّنَ في الآيات ، إلّا أنها لم توضح أي نوع من الذنوب توجب الاحباط وأي نوع من الاعمال توجب التكفير ، وعلينا استفادة ذلك من الروايات.
ما ينبغي علينا إلّا مُراقبة أعمالنا خوف أنْ يصدر منّا عمل يحبط اعمالاً قيّمة كثيرة. وإذا ما اذنبنا فعلينا طلب الاعانة من الله بالبكاء والنواح لكي يتوافر بذلك بحر من الماء يطفئ نار الذنوب. وإذا كانت شخصية مثل الإمام علي (عليهالسلام) يسجد ويقول خضوعاً : «آه من قلّة الزاد وطول الطريق وبعد السفر ...» (٢) فكيف بنا نحن انا وأنت؟!
__________________
(١) وهناك آيات أخرى من القرآن الكريم دلت على الاحباط والتكفير ، للمزيد راجع تفسير الأمثل ٢ : ٦٧ ـ ٩٦ ، ومحال أُخرى من الكتاب نفسه متناثرة في باقي مجلداته ، منها في سورة هود ومنها في سورة الحجرات وغيرهما من السور.
(٢) نهج البلاغة ، الكلمات القصار ، الكلمة ٧٧.