الصلبة والخشنة والحيات الخطرة التي كانت صماء لا تسمع ، «فكانت الأرض فراشكم والسماء غطاءكم».
٥ ـ «تشربون الكدر» أي ما كانوا يشربون ماءً زلالاً بل ماؤهم كان وسخاً دائماً.
٦ ـ «وتأكلون الجشب» أي مأكولاتهم ما كانت لذيذة بل متواضعة ولا تلذ.
٧ ـ «وتسفكون دماءكم» فان عدم الأمن والأمان كان هو الحاكم آنذاك.
٨ ـ «وتقطعون الأرحام» فما كانوا يرحمون أولادهم فضلاً عن غيرهم ، إنّ وأد البنات كان من عاداتهم.
٩ ـ «الأصنام فيكم منصوبة» أي أنَّها كانت منصوبة للاحترام والتبجيل والعبادة ...
١٠ ـ «والآثام بكم معصوبة» أي كانوا قد غرقوا في وحل الذنوب والعصيان.
من مقال الإمام يستفاد أن الفقر كان هو السائد ، سواء كان بمعناه الديني أو الثقافي أو السياسي أو الاقتصادي أو الأمني ... فبعث الله في هذا الوسط ـ الذي كان ميتاً بكامل معنى الكلمة ـ رسولاً مع باقة من العلم والمعرفة.
عندها التقى عرب الجاهلية ومسلمو صدر الإسلام مع العلم والمعرفة وما مرّ زمن طويل حتى تزعموا عالم العلم ، ووفّروا الأرضية للحركة العلمية في اوروبا. وخلال أربعة أو خمسة قرون استطاع المسلمون أن يرشدوا الاوربيين نحو العلم. ورغم أنَّ المسلمين تزعموا العلم وكانوا روّاد الحركة العلمية في العالم ، إلّا أنَّهم تخلفوا حالياً عن عجلة الصناعة والتقنية ، وهم يمدون أيديهم الآن إلى الدول الأوروبية لارسال خبراء ومستشارين رغم ما يترك هذا الأمر من مضار أخلاقية واجتماعية ودينية.
وعلى العلماء في الوقت الحاضر أن يشدوا الشباب بماضيهم المنير وأن يعرّفوا هذا الجيل بما أقرّ به الاوربيون للمسلمين من علوم واختراعات وابتكارات علمية قبل النهضة الاوربية ... وبتدريسهم هذه المطالب في الجامعات والمراكز العلمية سوف يحرّضون الشبان نحو النشاط الاكبر والأكثر فاعلية.