ممّا تختلف فيه السحب هو أنّها تنقسم إلى ثقال وخفاف ، والثقال تتموقع في جوٍّ أقرب إلى سطح الأرض ، أمَّا الخفاف ففي جوّ مرتفع أكثر عن سطح الأرض ، وسبب اقتراب الثقال هو كثرة الرطوبة والماء فيها ، الأمر الذي يمنعها من التصاعد إلى أجواءٍ أبعد.
الرعد دليل على عظمة الله
يقول الله تعالى في الآية ١٣ من سورة الرعد : (وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالمَلائِكَةُ مِنْ خِيْفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللهِ وَهُوَ شَدِيْدُ المِحَالِ)
تشير الآية الشريفة إلى موضوعين ، أحدهما : الرعد ، والثاني : الصواعق. وبما أنَّا تناولنا موضوع الصواعق في البحوث السابقة لذا نخص بحثنا هنا بالرعد.
لقد قلنا سابقاً : إنَّ اصطدام سحب ذوات شحنات كهربائية مختلفة تولّد قدحة ضوئية وصوت ، فالنور يقال له : برق ، أما الصوت فيقال له : رعد. إنَّ الصوت والضوء يحصلان في وقت واحد ، لكن بما أنَّ سرعة الضوء أسرع من الصوت بمرات ، لذلك يصلنا الضوء قبل أن يصلنا صوت الاصطدام.
رغم ما يبدو من بساطة في ظاهرة الرعد ، إلّا أنّه يُعد من آيات الله العظمى ، وله تأثير مهم على حياة جميع الموجودات.
لقد ذكر العلماء آثاراً كثيرة للرعد والبرق نشير هنا إلى أهمها :
١ ـ هطول الأمطار هي أول فوائد الرعد والبرق ، وهي فائدة تعم جميع الموجودات سواء الإنسان أو الحيوان أو النباتات أو الجمادات.
٢ ـ يقتل الرعد والبرق بعض الآفات النباتية ؛ وذلك لأنَّ الحرارة التي توجد من خلال هذين الظاهرتين تسبب أكسجة الماء أي خلق ماءٍ مؤكسج يتكون من ذرتين من الأوكسجين بدل ذرة واحدة مع ذرتين من الهيدروجين. ومن فوائد هذا الماء أنه من المطهرات ويمكنه قتل بعض الآفات والموجودات المضرة. إنَّ هذا الماء متوفّر في الصيدليات ويستخدم لغرض التطهير. وكلما زادت ظاهرتا الرعد والبرق كلّما قلت الآفات النباتية.
الفائدة الاخرى للرعد والبرق هو انتاج الكثير من الاسمدة للنباتات. إنّ هذين الظاهرتين