رمضان الذي تضمّن بعضها عبارة : «اللهم اقضِ دين كلّ مدين» مع أنَّا نعلم أنَّ هذا الدعاء لا يستجاب ؛ لأنَّه ما دامت الدنيا موجودة فهناك ديون للناس ، والحياة من دون هذه الديون حياة خيالية لا أكثر ، فما الهدف من هذه الأدعية؟
الجواب : إنَّ الديون على قسمين ، قسم نشهد ممارسته من قبل التجار والكسبة بأن يستلفوا السلع دون دفع ثمنها ، ويسددون الثمن بعد بيعها ، أو استلاف الموظفين والعمال السلف من أصحاب العمل ، وتسديدها تدريجياً من إيراداتهم الشهرية.
والقسم الآخر هو الدين الذي لا تتوفر للإنسان أرضية دفعه ، رغم ذلك هو مجبور على استلافه ويعلم بعجزه عن الدفع. ويبدو أنَّ مراد الامام من الدين هو القسم الثاني لا الأول.
القسم الثاني من الديون لا أنه يستحسن الدعاء فيه ويمكن تحقق الاجابة له ، بل إنَّه بناءً على ما أمر به الإسلام ينبغي تزامن الدعاء مع اجراءات عملية ؛ وذلك لأنَّ في المجتمع الإسلامي المتكامل ـ وهو مجتمع صاحب العصر والزمان (عج) ـ لا ينبغي وجود حتى جائع واحد أو عار واحد أو فقير واحد ، لذلك نقرأ في الدعاء : «اللهم أشبع كلَّ جائع ، اللهمَّ اكسُ كلَّ عُريان ، اللهم أغن كلّ فقير».
إنَّ شاهد هذا الحديث هو رواية وردت عن الإمام الصادق عليهالسلام : «إنَّ الله عزوجل فرض للفقراء في مال الأغنياء ما يسعهم ، ولو علم أنّ ذلك لا يسعهم لزادهم». (١)
ومضمون الرواية السابقة وغيرها هو أنَّ الناس لو دفعوا ما عليهم من واجبات مالية لما بقي جائع ولا فقير ولا عاري في المجتمع ، وإذا وجدت هذه الشرائح فبسبب عصيان الاغنياء ومنعهم الفقراء عن حقهم.
إنَّ مجتمع صاحب الزمان يخلو من الفقر والجوع والدين ... والدعاء لرفع هذه المشاكل لا تبعد إجابته.
السؤال الثاني : من الاعمال ذات الفضيلة الوافرة في ليلة القدر هي وضع القرآن على
__________________
(١) وسائل الشيعة ابواب الزكاة ، الباب ١ ، الحديث ٢ و ٣ و ٦ و ٩.